دعـــونـــا نــتـــصـــافـــح
ما بال الناس اليوم يصنعون لأنفسهم حاجزا قويا منيعا بحيث لا يستطيع أحد النفاذ منه ، فتقوقع كل فرد وانشغل بنفسه فكل منهم يقول :"نفسي نفسي ".
ابتعد الأخ عن أخيه والصاحب عن صاحبه و الزوج عن زوجته ، فهدمت بيوت ويتم أطفال وكثر الخصام والشجار واللعان لأتفه الأسباب وامتلأت دور المحاكم بالمتخاصمين وكثر عدد مكاتب المحاماة بالمحامين الذين لا يعرفون عن القضية إلا اسمها، وصار كل فرد من هؤلاء المتخاصمين يبحثون من يترافع عنهم ، ولو فكر كل متخاصم وجلس مع خصمه ،وتحاورا بهدوء واعترف كل منهما بخطئه لما ذهب الناس إلى المحاكم ولا فكروا مقابلة قاض أو محام .
قارئي العزيز :
لو أنك جلست مع نفسك في مكان هادئ بعيد عن كل ما يعكر المزاج ، وأخذت كتابا تقرأ فيه عن تاريخ الأولين ، شعرا ونثرا، لعرفت أنهم كانوا أناسا يسعون إلى معرفة خفايا الأمور فتوصلوا إلى الحق فاتبعوه و إلى الباطل فاجتنبوه وعاشوا بسلام وأمان .
هناك قلوبا ، غطى عليها السواد ، ولم تجد الرحمة طريقا للدخول فيه فأقول لمن يملك مثل هذا القلب :مد يديك واشرب من نهر التقوى لتغذي أوردتك وتقوى، واغسل فؤادك بماء نقي لتنظف ما علق من شوائب، واكسر الحاجز الذي طوقته على نفسك الذي أعمى بصرك وبصيرتك لتنعم بقلب سليم ،واجعل النور الرباني ينير طريقك وستكون بإذن الله سعيدا .
قارئي العزيز :كلمة من القلب أوجهها إلى كل من ضعف قلبه ولم يقو على الصمود ،وحدثته نفسه الأمارة بالسوء بأحلام زائفة فصدقها ووضع غشاوة أمام عينيه ولم ينتبه إلى الحفر والانعطافات الكثيرة ،تراه يصعد ويهبط في طرقات غير مرصوفة إلى أن وصل بيوت العرافين الدجالين و يجلس مع من جلس ينتظر دوره ثم صار يتردد على أبواب العيادات النفسية ، ثم انضم مع من يطوفون الشوارع يكلمون أنفسهم: أن اتق الله في نفسك وفي أهلك ، واذكر ربك، في كل أحوالك في السراء والضراء، وأد ما أوجب عليك من أعمال ، تعيش في سلام وطمأنينة ، ثم اعلم رحمك الله أن طريق الهدى والنور يوصل صاحبه إلى رضا الله سبحانه،فاحرص على أن تمشي عليه .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
طبيب النفس الإنسانية
حقيقة كثيرا ما يؤرقني مشكلات الشباب سواء كانوا طلاب مدارس أو منقطعون عن الدراسة لأي سبب كان ، فحاولت التقرب إليهم بكل وسيلة ، إما الحوار المباشر ، أو غير المباشر ، وغيرها من طرق الاتصال ،ثم قلت في نفسي لم هذه الحيرة ؟!لأذهب إلى من يعينني ويخفف الحمل عني فاستعنت بالطبيب المختص إنه " الطبيب النفسي ".
قارئي العزيز:
لا تذهب بفكرك بعيدا،فانا ولله الحمد بصحة وعافية ولم أصب بأذى وعقلي مازال في مكانه ولما عزمت للذهاب إلى الطبيب النفسي إنا قصدته استشارة وإعانة منه لي ليذهب مابي من صداع نفسي ليس إلا، لعلي أجد عنده إجابة شافية ،لا أطيل عليك ،أخذت سماعة الهاتف واتصلت ب "..." ،لأخذ موعدا معه ، رحب باللقاء، جهزت دفتر الملاحظات لأدون المعلومات التي أحتاجها ، وصلت المركز الصحي بعد ما قرأت الشاخصات المعلقة هنا وهناك ،قرأت اللوحة المعلقة على باب العيادة ، وعيناي تقرأ ما علق من ملصقات على الحائط منها عن القلق والاضطرابات السلوكية وغيرها من الأمور طرقت الباب فدخلت وإذا بي أرى شبابا لا يتعدى الواحد منهم العشرين من عمره ، فدخل من دخل من الجالسين إلى الطبيب ، و خلا المكان ، وما بقي إلا أنا وممرضة تسجل على جهاز الحاسب الآلي الذي أمامها وتنتظر مني أن أقدم لها تلك الورقة الصغيرة التي سجل فيها اسم المريض ، عرفتها باسمي والهدف من مجيئي ، قالت بصوت خافت لا يسمع : تفضل بمقابلة الطبيب بعد خروج الشابين ، سألتها عن المرتادين للعيادة ، تحفظت بالأمر ثم قالت : إنني جديدة على هذا المكان فقط أسد العجز عن زميلتي ، ثم استأذنت لحاجة ، خرج اثنان من غرفة الطبيب، الأول في حدود الخامس عشر من العمر والثاني أكبر منه، وأرجح بأنه أحد أخوته ، مد يده مصافحا فمددت يدي محييا له ، ثم استأذنت منه لأدخل الغرفة وإذا الطبيب أمامي ، ألقيت التحية و فورا عرفته بنفسي قبل أن يطلب مني البطاقة ، ثم قلت له د : عذرا أرى المرتادين لعيادتك من فئة الشباب !
قال : ( يتنفس الصعداء ) المرض النفسي كأي مرض عضوي ، يأتي المريض موضحا حالته ثم أصف له الدواء المناسب .
قلت : كان من الأجدر للمريض أن يجلس مع نفسه بضع من الوقت ويذكر ربه سبحانه ،ويقرأ بعض من آيات القرآن الكريم و الأدعية المأثورة خير له من أن يأتي إليك .
وأنا أنظر إلى حركات عينيه التي "ترفرف " تعلو وتهبط ويرفع يده اليمنى ليعدل من خصلات شعره ويقول : ألا تعلم ،أن الإنسان إذا شعر بمرض يلجأ إلى طبيب يخفف من آلامه من ضيق مثلا أ وعدم الارتياح فيذهب إلى العيادة النفسية والذي يذهب إلى العيادة النفسية ليس معناه أنه مجنونا ، ثم أردف قائلا : النفس ذكرها الله تعالى في القرآن الكريم مرات عديدة ، وأخذ يستشهد بعض الآيات .
قلت : بمعنى يأتي المريض إليك مستسلما يحكي قصة حياته وتصف له حبوبا مهدئة.
قال : نعم هناك حبوبا مسكنة بعض الشيء تغير الهرمون المتواجد في رأس المريض عندئذ ترجع حالته السابقة الهادئة .
قلت :ما أهم الشكوى التي يعاني منها المريض ؟
قال : أكثر المرضى الذين يأتون من الشباب وخصوصا طلبة المدارس ،إما خوفا من امتحان أو اضطرابات سلوكية مثل : خجل ، توتر وقلق نفسي، لا يستطيع التأقلم في الدراسة ،اللامبالاة في الدراسة خصوصا إذا كان مع قرين السوء .
قلت : عفوا د أيمكن لي أن أعرف مم يعاني الشاب الذي خرج للتو ؟
قال : أثر قرين سوء ... وسكت
فهمت ما يقصد ولم أحب أن أخوض معه في الحديث .
قلت : محاولا أن أغبر دفة الحديث،جميل أن يقرأ الإنسان في علم النفس قاطعني وقال : نصيحة مني بأن لا تكثر من القراءة في علم النفس فإنه علم غزير.
قارئي العزيز :
أذكر الله تعالى في كل أوقاتك تكن في أسعد حال وحاول أن تكشف عن ما نفسك من أمور فلعلك تجد الكنز الدفين .
قالت لي ابنتي "خولة " : أريد نقودا من فضلك .
قلت لها :لم ؟
قالت : ألا تعلم يا أبي أن 21مارس هو عيد الأم ؟!
قلت لها ( مبتسما ): أمك عيدها كل يوم وليس يوما واحد ا ، و...لم يعجبها الكلام ، نهضت فاستأذنت وذهبت مسرعة الخطى وهي تتمتم ، حاولت جاهدا أن أفهم ما تقول فلم أفلح ...
قلت لها ( مبتسما ): أمك عيدها كل يوم وليس يوما واحد ا ، و...لم يعجبها الكلام ، نهضت فاستأذنت وذهبت مسرعة الخطى وهي تتمتم ، حاولت جاهدا أن أفهم ما تقول فلم أفلح ...
قارئي العزيز :
فضل الأم كبير ، فهي الطبيبة إذا أصابنا المرض والمربية والموجهة إذا أخطأنا ، فمن واجبنا احترامها وتقديرها ، والاحتفال لا يكون يوما واحدا في العام وإنما كل يوم واحترامها وتنفيذ أوامرها ومساعدتها فهذا الاحتفال الحقيقي بها .
تحية من صميم القلب لكل أم ربت وتعبت وشقيت نفسها لإسعاد أولادها صغارا وكبار رضي الله تعالى في رضي الوالدين ، فعليك بطاعة الوالدين وقدم العون ما تستطيع خاصة عند كبرهما وارفع يديك دائما بالدعاء لهما بالخير والسعادة في الدنيا والآخرة وإن كانا متوفين فادعو لهما بالرحمة والمغفرة .
· الاجتهاد ومذاكرة الدروس ، بر بالوالدين لأن ذالك يدخل السرور إليهما .
· عدم رفع الصوت عند الحديث أما مهما، والصراخ يعد عقوقا .
قارئي العزيز :
هيا بنا معا نقبل أيدي آباءنا وأمهاتنا ونعتذر لهما عن ما بدر من خطئ حتى يحفظنا الله تعالى من كل سوء .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أمسك لسانك إلا في خير الكلام
" لا بارك الله فيك "و"روح بلا رده "و"إن شاء الله يصيبك العمى "و" إن شاء الله يصيبك الصمم " و" يكسر الله رجلك ولا تجبر أبدا " ...
قارئي العزيز :
أستسمحك عذرا بأن بدأت الحديث معك بدعوات ، أتدري دعوات من تلك ؟ إنها بعض دعوات والدة لولدها ،التي تمطرها بين الحين والآخر، خصوصا وقت الغضب هل ياترى ، من جهالة أم ظهور غشاوة على قلب من عرف عنها بأنها ذو القلب الرحيم.
تذكر قول الرسول صلى الله عليه وسلم " لاَ تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ وَلاَ تَدْعُوا عَلَى أَوْلاَدِكُمْ وَلاَ تَدْعُوا عَلَى أَمْوَالِكُمْ لاَ تُوَافِقُوا مِنَ اللَّهِ سَاعَةً يُسْأَلُ فِيهَا عَطَاءٌ فَيَسْتَجِيبُ لَكُمْ".
قل لي بربك ، إذا صعدت دعوة أم على أولادها إلى السماء وكانت مفتحة الأبواب،فماذا هي فاعلة ؟ أينفع البكاء والعويل والندم بعدها ؟ .
ابنك ..ابنتك هما حياتك بعد مماتك ، فلا تميتهما بدعائك ، بل اجعل دعاءك طريقا ودافعا لهما للوصول للنجاح ،والتوفيق من رب العباد ، فما يدريك لعل في حياتهما خيرا لك ولهم وصدق القائل :
ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا ويأتيك بالأخبار ما لم تزود
قارئي العزيز :
حل لسانك بذكر لله تعالى والكلمة الطيبة وكثرة الدعاء للأولاد بالهداية والصلاح .
حفظك الله تعالى وحفظ أبناءك من كل سوء ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــرفقا ببناتكم !
قارئي العزيز :
الزواج وتكاليفه الباهظة التي تقصم الظهر قصما فلا تجبره جبيرة ولا ينفع معه دواء.
فهل من وجود حل لوقف نزيف الأموال ؟!
الشاب يريد راحة للقلب قبل البدن فأين يجدها ؟والآباء والأمهات يطلبون ويطلبون المزيد كأن المقبل على الزواج يملك مال قارون وكأنهم نسوا أو تناسوا بأن راتبه لا يتعدى ثلاث مائة ريال إن كان يعمل في القطاع الخاص أوأن راتبه لا يتعدى أربع مائة ريال إن كان يعمل في القطاع الحكومي وما طريق فتياننا إلا البنوك فهي مفتحة الأبواب دائما فبعدها يعيش المر مرين مرارة الديون ومرارة الحياة وما فيها من مشكلات ...وحجتهم غلاء المعيشة والذهب مرتفع وهذه فرحة العمر يامن تريد الزواج من ابنتنا ..
قارئي العزيز :
فتيان وفتيات يحلمون ،يحلمون بسيارة مستغلة لا يشاركهم فيها أحد ،وبيت مزين بأحدث التصاميم ، إضافة إلى أنيس يؤنس وحدتهم ،ولكن هناك حواجز وسدود في طريق تحقيق هذه الأحلام والطموحات.. ؟!
يجلس الشاب مع نفسه شارد الذهن يفكر ، يفكر في حياة جديدة غير الحياة التي اعتادها ، يفكر بأنيس وحدته متى يجده وكيف الوصول إليه ؟يفكر ويفكر وأخذ قلما وورقة وجلس يدون ...خيمة واسعة ، مكيفة ،طاولات مستديرة موزعة هنا وهناك ،وكل طاولة حولها كراسي أنواع وأشكال ،موزعة حسب قائمة أعدت من قبل ، فوجهاء القوم لهم مكان مخصص ،والصغار والفتيان والفتيات كذلك مكان مخصص ،لا يتعدى أحد على أحد ،و خدم يكونون تحت الأمر والطلب وفي أيديهم عصائر بجميع النكهات التي ترضي الأذواق ، وكل ما تشتهيه الأنفس و تلذ الأعين موجود في أوان مخصصة ،فما على المرء إلا ويأخذ طبقا ولا ينس الملعقة والسكينة والشوكة والمنشفة حتى لا يقول أحد من الحضور بأنه غير مواكب للعصر، كل ذلك حتى يكون أحاديث العرس على كل لسان.
أيها الآباء مهلا اجلسوا وفكروا بروية ،فسعادة بناتكم سعادتكم فلا تجعلوهن يرفعن أيديهن عاليا بالدعاء عليكم بالهلاك وتذكروا قول الرسول صلى الله عليه وسلم "أقلهن مهرا أكثرهن بركة".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أبناؤنا والوعي الغذائي
إذا أنت من من يحب قراءة الصحف مبكرا فأقول لك أسعد الله صباحك ونورقلبك وبصرك وبصيرتك ، أما إذا كانت قراءتك في وقت الأصيل وحلول المساء فأقول لك مساء السعادة والصفاء، وإذا كان قراءك صباح ومساء فأسعد الله صباحك ومساءك وطيب كل أوقاتك وتكون خير وسرور .
الصحة نعمة ،لا نعرف قدرها إلا إذا فقدناها ، وعلى المرء العاقل الفاهم أن يحمد ربه على الصحة والعافية،أما قرأت عيناك أو سمعت أذناك قول الرسول صلى الله عليه وسلم " نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ "
قارئ العزيز :
إن كل ذي عقل وبصيرة يدرك تماما مدى أهمية الغذاء وأن كل من الأسرة وذوي الاختصاص من تربويين وصحيين والمهتمين في مختلف الدوائر الحكومية والخاصة لهم دور كبير في التوعية والإرشاد، كل حسب تخصصه و اجتهاده وتفكيره ،يضعون ذلك في نصب عيونهم أن الغذاء الذي يقدمونه لأبنائهم لابد أن يكون جيدا ومفيدا،ويحتوي قيمة غذائية عالية لتكون أجسامهم ذات بنية قوية حتى لا تنخرها السموم المضافة فيها وما أكثر وجودها في الأطعمة المنتشرة هنا وهناك .
المشكلات الصحية التي يعاني منها الطلاب من فقر الدم وتسوس في الأسنان نتيجة الغذاء الذي يتناولونه بصباغاته وألوانه المتعددة .
ولا ننس دور الأسرة في تنبيه أبناءهم بتناول وجبة الإفطار قبل ذهابهم إلى المدرسة لما لها من أهمية كبيرة لأن وجبة الإفطار تساعدهم في يقظة عقولهم عند تلقي العلوم والمعارف من أساتذتهم ،ويفهمون ما يقرؤون في الكتب التي يدرسونها ، ولا يغفل ألوا الأمر الذين يوردون الأطعمة إلى المقاصف المدرسية تزويد المدارس بما ينفع من غذاء، فكفى من الأطعمة الغذائية التي ليس لها نفع ،أمدوهم بالعصائر الطبيعية والفواكه الطازجة ،وكفاكم أيها التجار جشعا وطمعا فقد "بلغ السيل الزبا".
قارئي العزيز :
اشكر ربك الذي أمدك القوة وأعطاك الصحة والعافية ورزقك من الخيرات في أرضه وبحره و فكر في قول الرسول صلى الله عليه وسلم "من أصبح آمناً في سربه، معافىً في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أرجو السموحة
كثير من المواقف في حياتنا اليومية سواء كان ذلك في بيئة العمل أو في البيت ،والإنسان العاقل يبتعد كل البعد عن الغضب ، وانتفاخ الأوداج مصيبة من المصائب فكم من غاضب أفسد ود وحب بين اثنين وكم من غاضب يتم عائلة .
الفرد منا إذا أخطأ يقدم اعتذاره لمن أخطأ في حقه وهذا ليس نقصا ولا ضعفا إنما احتراما واعترافا بما اغترف من ذنب وقد أعجبني ما سطرت طالبة رسالة لمديرة مدرستها فيها كلمات خرجت من قلب صادق ، أطلب منك قراءتها بتمعن وتفكر وحاول أن تحلل وتفك رموزها وأستسمحك عذرا حيث أنني أنقل لك الرسالة حرفيا لفظا ومعنى لما رأيت من بساطتها وعفويتها ستمر عليك أثناء قراءتك كلمات فيها خطأ إملائي لا تهتم في ذلك إنما اهتم في مغزى الرسالة .
قالت الطالبة في رسالتها :أقدم أســــــــــــــفــــــــــي واعــــــــــــتـــــــــــذاري من مدريــتـــنا المحــترمــة الأســتـــاذه (...)من مـــا صــدر مـــنــي من تصرفات الشباب الطائشة فكنت في حالة غضب فأرجـــــــــــوا السمــوحة..
وكذلك جميع أهلي يعتذرون منكي من ما صدر مني ويرجون السماح منكي لأنكي من صفاتك السماح،.وأنا أعرف بأني غلط في كل كلمه قلتها عنكي وكان كل كلامي كاذب فأنتي لم تفعلي شيئا إلا لأجل مصلحت طالباتكي وكذلك أقدم اعتذاري لكل من أسأت في حقهم فـــــــأرجــــــــــــــوا مـــــــــــن الجــــــــــمـــيع الـــســـمــوحــه.(انتهى الرسالة ).
وكذلك جميع أهلي يعتذرون منكي من ما صدر مني ويرجون السماح منكي لأنكي من صفاتك السماح،.وأنا أعرف بأني غلط في كل كلمه قلتها عنكي وكان كل كلامي كاذب فأنتي لم تفعلي شيئا إلا لأجل مصلحت طالباتكي وكذلك أقدم اعتذاري لكل من أسأت في حقهم فـــــــأرجــــــــــــــوا مـــــــــــن الجــــــــــمـــيع الـــســـمــوحــه.(انتهى الرسالة ).
قارئي العزيز :
رسالة واضحة ، فيها أصالة خلق نبيل تربت عليه الطالبة ، ومن زينة أخلاق المرءحب الناس واحترامهم وتقديرهم والاعتذار منهم .
آخر كلام :
ثمرة الاعتذار قلب صاف محب للخير ساعيا إليه ، فلن قلبك وافعل الخير لئلا تلتجئ إلى الاعتذار .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ آمال و أحلام
بين صفوفنا أناس ،منهم من تجرع مرارة الحياة ،صبر وجاهد،إيمانا منه بأن الحياة كفاح ومؤمن كذلك بالقول "اصبر قليلا فبعد العسر تيسير وكل أمر له وقت وتدبير"فمن منطلق هذه المفاهيم التي رسخت في عقله، أخذ قلما وخطط خارطة مستقبله وكثيرا ماصا دف حواجز وسدودا لم يعرها اهتماما، اجتازها بكل ثقة ،واصل حتى بلغ هدفه ،و من الناس من يعيش حياة عشواء، لا يدري ما يفعل ، حياته تخبط دائم ،وكثيرا ما يخفق ويرجع القهقرى ،لم يفكر أبدا ولم يحاول إصلاح أخطائه.
قارئي العزيز :
إن من بين صفوفنا شباب أبوا أن يكونوا عالة على أحد ، منعوا أنفسهم أن يأخذوا شيئا من أحد حتى من أقرب الناس إليهم ،بحثوا عن وظيفة ، وزعوا شهاداتهم ، تعبت أرجلهم من المسير ،كثيرا ما ترددت على آذانهم العبارة التي حفظوها عن ظهر قلب:"سنتصل بكم ،وستجدون أسماءكم في الصحف " جلسوا ينتظرون وينتظرون حتى مر ت سنون .
أخيرا وبعد الانتظار الطويل والجهد الجهيد،جاءت فرصة سانحة لهم أن يعملوا في قسم الاستقبال في أحد فنادق "مسقط" يقابلونك بابتسامة صادقة ، ينشرح لها القلب والفؤاد، يشعرونك بالطمأنينة والأمان ، عندهم مبادئ تلقونها من آباءهم وأجدادهم ومربيهم وعلى نهجهم سائرون ،كذلك عندهم دين يدعو أصحابه دوما للأخلاق الحميدة ، قلوبهم بيضاء كبياض الثلج ، نظيفة لم يعلقها درن أبدا ،فلا ترض أنفسهم أن يسلكوا كما سلك غيرهم ممن اتبعوا أهواءهم ،طريق الكذب والتضليل والمراوغة أما إذا اقتربت منهم ستعرف أنهم يخبئون شيئا ما في قلوبهم وأفئدتهم...
من له قلب يعرف تمام المعرفة بأن القلوب صناديق مقفلة، لا يعرف حقيقتها إلا أصحابها ، تمر الأيام ، يوم بعد يوم،ويخرج الشباب من العمل واحد تلو آخر ، وذلك أثر ما يلاقونه من مضايقات من قبل رب العمل أو ممن يمتلك براعة فن تلفيق التهم الكاذبة ليفوز هو بقلب المسئول ليتودد إليه ،قدموا الأدلة والبراهين أن في عملهم مواظبين ومرتادو الفندق يشهدون على أخلاقهم ، كل براهينهم لم تجد استجابة من مسئوليهم ، لهذا لم يستطع شبابنا الصمود في وجه الطوفان ، لم يبق في مواجهة الطوفان إلا واحدا، حاول جاهدا الوقوف على رجل واحدة لكنه لم يستطع ، اختل توازنه وقع على الأرض فلم يجد ما يتكئ عليه ، وفكر ثم فكر في الاستقالة بل قرر أن يستقيل من العمل ليتفرغ لعمله الحر ، مكتب عقار يديره بنفسه ،يعاونه أحد أصحابه ،ليس ببعيد من مسكنه ،كما أخبرني ذات يوم قائلا : "سأستقيل من عملي ،كما استقال زملائي من قبل، وأتفرغ لعملي الحر، الذي لا يبعد عن سكني سوى خمس دقائق ،وأكون طليقا فلا أتلق أوامر من أحدو لا أموال تصرف هنا وهناك و لا إيجار بيت، ولا أكل في مطعم، ولا غسيل وكي ملابس في محل كي الملابس،سأستريح وأريح غيري وأريح نفسي مما لاقت من متاعب ،..." .
قارئي العزيز :
قيل :" الأماني بضاعة الضعفاء ،والعمل بضاعة الأقوياء ".
فما رأيك أنت ؟
إذا أردت الحياة أن تسير سيرا حسنا، لا تجالس المتشائمين المحبطين الناس أعمالهم ، ضع في نصب عينيك أن أناسا قبلك صدمت ناصيتهم بالجدر وتعثرت أقدامهم بالحصى المتناثر، سقطوا على الأرض ،فسرعان ما نهضوا، نفضوا التراب عن ثيابهم ،لم ييأسوا ، بل استمروا بالمسير، فاحذوا حذوهم يحالفك النجاح بإذن الله .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فتيات وفتيان تائهون
قارئي العزيز :
"أحبه ولا أستطيع البعد عنه ، بل لا أستطيع أن تنام عيناي قبل أن أسمع صوته ..." تلك كلمات قالتها ابنة جاوزت العشرين من عمرها ،...
أي حب هذا ؟ والطامة الكبرى أنها لم ترى حبيبها المزعوم ،بل سمعت صوته من هاتفها النقال، شهور فقط صار التعارف بينهما ، أخذ قلبها وفؤادها بل عقلها ، حتى صارت بلا قلب ولا فؤاد ولا عقل، والثانية تقول :توفي زوجي و لي منه بنين وبنات ، بعد شهور ، مللت من الوحدة،أبنائي يلعبون بعيدا ، أخذت هاتفي وجلست أضغط على أرقام عشوائية ، لا أعرف لمن تكون ، رن هاتف الطرف الآخر ، ارتعدت أناملي ، حتى كاد الهاتف يسقط من يدي ،أسمعت خفقان قلبي المتواصل، أقفلت الخط في وجهه ، وتمر الأيام والليالي وأنا على هذا الحال ، ذات يوم،سمعت صوتا عذبا،قلت في نفسي :أن هذا الصوت سيكون أنيس وحدتي ،وتعددت المكالمات الهاتفية بيننا ، حتى صار الهاتف لايفا رق يدي ، وذات مرة ، سمعت صوتا غريبا ، أسمعني محدثي كلمات حلوة أذابت فؤادي ،أعاد كياني وشخصيتي الأولى ، فهل أنا محقة فيما أفعل ؟
قارئي العزيز :
في مسرح الحياة أفراد تائهون ، يعيشون في بيئة بعد الحنان عنهم ،إنهم في فراغ عاطفي ، لعب الفراغ لعبته ، دخل وسواس الشيطان اللعين قلوب الضعفاء منهم ،فلننتبه إلى الواقع الأليم الذي نعيشه فقد بعد الآباء وأولياء الأمور عن أبنائهم ولم يتركوا لهم فرصة للتعبير عما في داخلهم فهم اليوم في عصر التقنيات الحديثة، هاتف نقال إذا لم يكن مع الابن أو الابنة ، يكون عند الأصحاب ، و في المنزل تلفاز بقنواته المتعددة ، وقس على ذلك التقنيات الأخرى .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الكلمة الطيبة
قارئي العزيز :
ضرب الله تعالى بها مثلا حيث قال سبحانه {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء }(إبراهيم24)وبين الله تعالى الكلمة الخبيثة في قوله تعالى {وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ}(إبراهيم26 ).
إن الكلمة الطيبة ذهب ذكرها وكأنها محيت ،بل تساقطت من قلوب الناس كما تتساقط أوراق الشجر ، فلا تكاد تطرق مسامعنا من أفواه العباد من ذكر وأنثى إلا من قذف قلبه النور وابتسم الابتسامة الصادقة في وجوه البشر ورق قلبه ومسح على رؤوس اليتامى ، فإن مثله قليل ،وكأننا أصبحنا في غابة مترامية الأطراف ، ولكن مازالت الدنيا بخير وفيها أناس يملكون قلوبا محبة للخير ساعية إليه لا تخاف في الله لومة لائم ، إنهم أنتم أيها المعلمون.
إن الكلمة الطيبة نافذة تطل إلى الخير والسعادة ولا تنس الابتسامة فإتها صدقة وكما قال "شكسبير":"شق طريقك بابتسامتك خير من أن تشقها بسيفك "
قارئي العزيز :
رطب لسانك بذكر الله تعالى ، وقل كلمة طيبة يحبك الناس صغيرهم وكبيرهم ، ذكرهم وأنثاهم ،يبارك الله تعالى خطواتك الطيبة نحو الخير لإسعاد الناس ودخول الفرحة إلى قلوبهم .
أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يوفقنا ويهدينا طريق الرشاد .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الأسرة والسفر
قارئي العزيز :
بدأت الإجازة عند ا لبعض سواء كان طلابا أو موظفين قطاع عام أو خاص وانقسم القوم إلى شيع وأحزابا ،فمنهم من استغل وقته في السهر و"بحلقة" العيون والجلوس أمام التلفاز وبيده جهاز التحكم يضغط على أزراره ليختار ما يطرب أذنيه و يرى ما يفرح قلبه وفؤاده ، لا يعرف صلاة فرضا ولا نفلا، ومنهم من استغل وقت إجازته بالسفر و التجوال ضاربا أخبار "انفلونزا إتش 1 إن 1 " ليمتع ناظريه بلون الخضرة وصفاء المياه بحارا وأنهارا.
قارئي العزيز :
لا يختلف اثنان في أن السفر نقلة من مكان اعتاد المرء عليه إلى مكان لم يره من قبل أو ربما وطئت قدميه وأراد أن يعيد الذكريات ، فيه كائنات مختلفة ألوانها وأجناسها ، وكل شيء فيه روح ويستمع إلى أصوات تصدر من حناجر ألفها أولم يألف سماعها ومعالم رآها أو انه لم يسعفه الوقت في يوم ما وأراد رؤية شيء آخر ،ولا يختلف في الرأي اثنان أيضا أن السفر طمأنينة وراحة للقلب والفؤاد إذا أ حسن اختيار المكان ، وضيق في النفس وندامة وحسرة إذا زلت قدمه وكان العقل المدمر هوا لحكم .
إن التغيير والبعد عن الرتابة مطلب كل عاقل إيمانا منه بالتجديد للرجوع إلى مقر دراسته أو عمله بكل نشاط وحيوية لأنه جدد خلايا مخه وصار على استعاد استقبال لأي جديد.
قارئي العزيز :
هنيئا فيمن انتصر وسعد في وقته وحظ أوفر فيمن أخفق ولم يستفد من أخطائه .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الغضب مفتاح كل شر
جاءني مقبلا نحوي حاسر الرأس ، في عينيه شرر غضب ،مد يده مسلما أمرته بالجلوس وجلس ثم قال : سأقطع الحبل بيني وبينها، وأرجعها إلى أهلها، فلم أذق طعم السعادة منذ تزوجتها ،تريد مني معرفة كل شيء ،كسؤالها المتكرر دوما أين تذهب ، ومع من؟... وجلس يعدد الأسباب،وكلي آذان صاغية ولم أقاطعه البتة حتى انتهى.
قلت له : انتهيت ، قال : نعم .قلت: أتريد حكمي أم أنك مصر على رأيك وكفى ؟!
قال: بل أريد حكمك ورأيك في قضيتي هذه،قلت له : أين امرأتك الآن ؟ قال : في البيت،قلت : كيف لي الحكم في قضية طرفها الآخر غير موجود حتى أسمع البينة منها ثم أنني أستسمحك عذرا أن أقول بأنك مخطئ فليس من العقل أن تترك امرأة وهي زوجتك في بيت بعيد عن الحي ووحيدة، فإنك لا تدري ما يكون في غيابك ثم كعاقل مثلك عليك أن لا تقرر في أمر وأنت غضبان وتندم عليه ، تهيأ لصلاة العصر ثم اذهب إلى بيتك وسأكون هناك بإذن لله بعد الصلاة .
قضيت الصلاة ، وعلى عجل من الأمر ، أخذت مفتاح سيارتي وخطوت إليها ،بعدها ضغطت على زر جهاز التحكم من بعيد ليدير المحرك ، فقد أحسن الصناع بهذه التقنية وسيأتي يوم بأنك تركب السيارة وتشير بيدك وتذهب بك أنا تريد ، معذرة كأني استرسلت قليلا وبعدت عن الموضوع ، لا ضير ، فإنني تعمدت ذلك كي لا يسرى الملل عندك .
وصلت بحمد لله وسلامته بيت صاحبنا ، ضغطت على الجانب الأيمن من مقود السيارة كي يصدر صوتا تنبيها له بأني قد وصلت ، فتح الباب ،أطل صاحبنا بوجه طلق ، غير الوجه الذي عهدته قبل نصف ساعة تقريبا ، أدخلني البيت ، ثم قلت له : مرحبا بك ، كأنك عدلت عن رأيك .
قال : نعم ، قلت له : ولا تريدني أن نتكلم بالقضية التي جئت بسببها ، رد قائلا :بحمد لله وفضله انتهى الخصام وقد تفاهمنا، ثم نهض من مجلسه وأتى ب"صينية" عليها "دلة" شاي وبعض مما يؤكل حتى تحلو الجلسة بالحديث المباح ،ثم قلت له : إذن من الآن فصاعدا عليك مراجعة نفسك وأن تضع النقاط على الحروف حتى يسود الحب بينكما وتكونان في أحسن حال ، أسأل الله تعالى أن يألف قلبيكما وتعيشان حياة كلها حب وسعادة بعيد عن الكدر وكسر الخواطر ..ثم نهضت مستأذنا بالانصراف.
همسة لكل حبيبين :
الحب كلمة عظيمة لا يدرك معناها إلا من ذاق حلاوتها ،يصيب القلب والفؤاد أحيانا بعض الكدر ولا يزيل هذا الكدر إلا الكلمة الحلوة وصفاء السريرة .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــهل أمـي تـغـنـيـنـي عن أبي ؟؟!!!
في مسرح الحياة كثير من الأحداث إما ن تكون سعيدة ، ينشرح القلب والفؤاد لها وإما أن تكون غير ذلك ، فإن كانت الأولى فنعمة من الله تعالى وفضله وإن كانت الثانية فنسأل الله العون والخروج من أزماتها، و"دوام الحال من المحال" .
قارئي العزيز:
إن ما ستقرؤه ليس محض خيال وإنما واقع ،قصة فتاة قاربت العشرين من عمرها ، تكلمت عن آلامها وآمالها، إنها في ريعان شبابها ولكن دخل الشيب خصلات شعرها بل ربما كله وصارت نحيفة هزيلة وهذا ليس إلا أنها ذاقت مرارة الحياة وفراق أقرب الناس إليها إنه أبوها الذي مازال يتمتع في ملذات الحياة وزينتها تاركا فلذة كبده لا يعرف عنها إلا أسمها فلعل الغافل ومن كان على شاكلته ينتبه ويرجع إلى رشده .
قارئي العزيز :
على ضوء ذلك أطلب منك أن تقرأ السطور الآتية بعينيك ولسانك وقلبك وفؤادك ولا تشغل نفسك بشيء.
وصلتني رسالة عن طريق بريدي الكتروني من أحد المعلمات تقول فيها : سؤال طرحته عليّ طالبة مقيدة في الصف الثاني عشر ذكية متميزة دراسياً، بشوشة واجتماعية... ضعيفة البنية .. تظهر عليها ملامح الحزن والاكتئاب،قرأت ملامحها التي توحي بحزن عميق ينتاب تلك الطالبة بالرغم من مستواها المتميز والابتسامة التي تُخبئ خلفها آلامٌ وآمال...
أردت أن أصل إلى مخبأ أسرارها فاتجهت إلى مواهبها الإبداعية في الكتابة والتعبير وشجعتها على كتابة الخواطر والقصص بعدها بأيام جلست معها وسألتها عن ملاحظاتي فيما كتبت ، ثم عن أحوالها ..
تنهدت وأخذت نفساً عميقاً وسألت :هل أمي تكفيني عن أبي؟"
ثم أخذت تسرد كلاما كثيرا ، وأنا أستمع إليها: أبي مازال على قيد الحياة ،لكنه ميّت القلب، بعيد عني، تمنيت أن يكون رفيق دربي في حياتي.. ينصحني، يوجهني، يشجعني... أتعريفين أستاذتي ما هو هدفي من الدراسة؟ ليس لديّ هدف أن ماذا أكون ؟ ولا إلى أين سأصل.؟.. بل هدفي عودة أبي إليّ ،سأجتهد وأواظب على دراستي وأنال أعلا المراكز حتى يسمع أبي بمركزي فيسر خاطره ويفرح لعله يقول هذه ابنتي..حبيبتي.. لعله يأتيني فيحضنني.. لعله يعود إلى أمي الحبيبة ويقول لها خير من ربيت.. لعله يعرف قيمتها وصبرها.. لعله يفخر بي وبأمي الصابرة.. أو يرجع إلى نفسه ويعاتبها على تجاهلنا وبعده عنّا... لعله يقول لن أبتعد عنك عزيزتيّ .. فيبرأ كسر قلبي الصغير وتهنأ روح أمي وتسعد وترجع ابتسامتها البريئة التي اشتاقت نفسي إليها... نعم سيأتي ذاك اليوم.. و سأجتهد حتى أصل إلى الهدف الذي أسعى إليه ... سأحافظ على ديني وقيمي وأخلاقي.. سأفعل كل ما يراه الآباء فخراً ببناتهم...
أنا كبرت ولكني مازلت بحاجة إلى أبي الذي افتقدته منذ الصغر.. في صغري ألعب وألهو لم أشعر بهذا الألم الذي يقطع قلبي اليوم!"
قالت المعلمة :
انتهى كلامها ودموعها تنهمر على وجنتيها وصوت بكائها يُقطع القلب...
قارئي العزيز :
ليست أصابع يديك على شاكلة واحدة كذلك الآباء فمن الآباء من يترك الحبل على القارب وكثير منهم ومن الآباء من يحاسب أبناءه ومن يعول عن كل صغيرة وكبيرة ومنهم لا يدري من يعيش معه في البيت أصلا فكل يمشي على هواه .
فإلى كل أب وأم بل كل أخ وولي أمر وكل من له قلب وسمع وفؤاد اعلموا أنكم تملكون دررا ثمينة فاجعلوها في أعينكم واسألوا الله تعالى العفو والعافية واسألوه أن يحفظكم ومن معكم من كل سوء .
يد بيد نكن سعداء
قارئي العزيز :
من بين صفوفنا أناس مبدعون ، متميزون ،لكننا لم نوف لهم حقوقهم ، ولم نعطهم الفرصة للحديث عما في داخلهم من مخزون لغوي، أو شيء مما يحلمون تحقيقه ، إنهم أبناؤنا وبناتنا ،فهم يعيشون في زمن ليس كزماننا الذي ولى أو الأيام الخوالي التي مضت بحرارتها ومرارتها وقسوتها .
قارئي العزيز :
إن أبناءنا في عصر التقنيات الحديثة من تلفاز وقنواته المتعددة وفضاء متغير دوما،إضافة إلى أصحابهم وأصدقاءهم في الحي يتلقون علوما وأفكارا أكبر من سنهم أحيانا ،بهذا يتصرفون بتصرفات لا يعلمون مدى خطورتها أو منفعتها ،وإن لم يجدون التنبيه والتحذير مع بيان السبب لسقطوا في الهاوية عندئذ نقول : يا ليت ..
أتذكر يوما أنني كنت مع مجموعة من زملاء العمل نتحدث عن تغير أحوال الناس شيبا وشبانا ذكورا وإناثا وما واكب ذلك من تغيرات في تصرفاتهم ، قالت محدثتي :كنت يوما مع ابني الذي لم يتجاوز العاشرة من عمره، نتجاذب أطراف الحديث ومن بين الأحاديث أنه قال : "أمي حبيبتي وغرة عيني ،لما أكبر وأكون موظفا، سأعطيك ثلاثون ألف ريال ولكن بشروط منها أن لا تسألينني أين كنت ومع من جلست ولا ....،عندئذ تسمرت في مكاني وتلعثم لساني حينها جلست أحاسب نفسي عن كل صغيرة وكبيرة وهذه الأسئلة جعلتني أعيد حساباتي من جديد ..
قارئي العزيز:
هيا بنا معا نفتح صفحة جديدة لنواكب العصر ونحاور العقول التي تتطلع إلى المستقبل الزاهر ،نكن لهم مرشدين لا معقدين ،نحاورهم ويحاوروننا بعفوية بلا خوف بل بكل ثقة، فكفانا من القمع والتنكيل ..
آخر كلام ..
كن عاقلا وواكب العصر بحذر ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــمعاق ولكن ...
شاء الله تعالى أن يكون عند أسرة ما طفل ليس باستطاعته أن يتحرك يمنة ولا يسرة إلا بمساعدة والديه أو أي شخص يكون في خدمته ،وشاءت الأقدار أن يكون في أسرة ما من يتعثر في مشيته أو أنه يتحرك بواسطة كرسي متحرك وشاءت الأقدار أيضا أن يكون عند أسرة ما فرد أبكم لا يتكلم لكنه واع بما يدور حوله من أحداث ..
كل ما ذكرتهم أناس من لحم ودم لهم عقول وقلوب وأفئدة ولكن هذا قدرهم ، فهل نتركهم بلا رعاية ولا اهتمام ؟!
قارئي العزيز :
كنت مشاركا يوما في أحد الملتقيات التربوية الصحية وإذ محور من محاور الملتقى "الاحتياجات النفسية للطلاب في مراحل الطفولة والمراهقة ولذوي الاحتياجات الخاصة"،قلت في نفسي لا أحد يستطيع أن يدلو بدلوه في هذا المحور إلا متخصص أو مبتلى فشاءت إرادة الله أن يكون معوقا .
توجهت إلى مكان تنفيذ المحاضرة ،دخلت القاعة محييا ومسلما على الجالسين وصافحتهم واحدا واحدا لأنهم يعدون بالأصابع واستكفيت بابتسامة تحية للجنة المنظمة التي أخذت مكانها على المنصة ملوحا لهم بيدي من بعيد وكذلك لبعض من النسوة اللاتي أخذن مكانا مخصصا بعدها يأتي الناس زرافات ووحدانا وإذ بصوت مدوي عند باب القاعة ، فكل من التفت ناحية الصوت وإذا برجلين احدهم جالس على كرسي متحرك ففطنت أنه المحاضر وخلفه شاب في إحدى رجليه عرج ،وأنا أنظر إليهما ولم أنطق "ببنت شفه"وإذ بأحد المنظمين ينهض من مجلسه متجها إلى باب القاعة معاونا ففطنت بعدها أن محدثنا صاحب الكرسي المتحرك ،تحركوا جميعا ووضعوا الكرسي ليس ببعيد عني ثم تكلم رئيس اللجنة محييا المحاضر والمحاضر يعدل جلسته ويرتب أوراقه وإذ به يقول بعد أن بسمل وحمدل وحوقل : " لو أنني أعلم أن هذه القاعة مخصصة لمحاضرتي لما حضرت ...وقال أيضا " نحن ذوي الاحتياجات الخاصة لنا ظروف لا بد أن تترجم عن واقع إذ كيف بمعاق مثلي يصعد بلا مدرج مخصص ومهيأ له ..ورئيس اللجنة يدافع عن موقفه ويتأسف مرارا وتكرارا ...ثم بدأ المحاضر محاضرته.
قارئي العزيز :
ما نقلت هذا الحدث إلا لأبين مدى معاناة المعوقين وأن للمعوقين لهم حقوق علينا نحن الأصحاء فلابد من الإحساس بالمسؤولية تجاههم ولا بد لنا كذلك أن نحسسهم بأننا معهم وأن لهم مكانة في قلوبنا ونكن لهم كل التقدير والاحترام ..
قارئي العزيز :
كم من عاقل لا يميز الغث من السمين وكم متكلم له لسان فصيح صحيح ليس فيه لكنة لكنه لا يحسن القول ،وكم من له أذن لكن لا يحسن الاستماع وسق ذلك بقية الجوارح ..هؤلاء هم المعاقون في نظري ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــجهاز التحكم بيدك
قارئي العزيز :
طاب وقتك ،حديثي اليوم معك عن الإعلام مرئي ومقروء وأقول بأن الإعلام فن و رسالة فهل عرف وفهم المختصون هذا الأمر؟
التلفزيون ذلك الصندوق بأنواعه وأشكاله وأحجامه المتعددة ،و كما يطلق عليه الأولون " تلف عيون "، إنه والله لم يتلف العيون فحسب إنما أتلف العقول أيضا ،فكثيرا من تسمر أمامه صغارا وكبارا شيبا وشبانا ، يد تلعب بالصفحة وأخرى بجهاز التحكم ،لا يسمع النداء حتى ولو صرخت في أذنيه ، فهو لا يسمع ولا يرى ، فسمعه وبصره وفؤاده بل كل جوارحه عند الشاشة الصماء ، وقد زاد خبالا وخمولا وزيادة وزنا و ضمورا في العقل وبلادة في الفهم ، ويا ليته يشاهد ما يغذي عقله حتى يستفيد ويفيد.
لا يختلف اثنان أن التلفزيون مؤنس الإنسان في وحدته ، فيه برامج مسلية ومفيدة وكذلك فيه ما يضر وما ينفع، وضره أكثر من نفعه .
قارئي العزيز :
رحمك الله تعالى وحفظك من كل من سولت له نفسه في غسيل حجرات عقلك محاولا تغذية شرايينه بمواد سامة حتى تكون تبعا لهواه وعليك أن تنتبه لأي خطر يداهمك فكن كما عهدك محبوك أنك عاقل فطن حاضر القلب والفؤاد .
احرص أنت ومن تعول على ما ينتفع به العقل من العلوم واترك كل ما يفسده حتى تريح نفسك وأهلك من كل أذى ، فأنت طبيب نفسك وجهاز التحكم بيدك.
لا أحب أبي !
قارئي العزيز:
كيف يكون الحب لأولادنا من بنين وبنات ونقربهم إلينا ؟هل يكون بالصراخ والأوامر التي لا تنتهي ؟أم ب"الحكمة والموعظة الحسنة " ؟
إن اخترنا الأولى فتلك تعاسة وسقوط في الهاوية ،وإن اخترنا الثانية فذلك طريق الصالحين من الأولين.
إن الضم والتقبيل والدعابة والمزاح بين الأبوين وأولادهما دليل صفاء القلوب ،أما من يملك قلبا جامدا يكون حزينا كئيبا،نتيجة بعد الناس عنه لأنه لا قلب له ، خاو من الحب.
"لا أحب أبي " تلك الكلمات خرجت من حنجرة طفل في العاشرة من عمره.
قلت له :إنه أبوك..سكت وأطرق رأسه ، عندئذ تكلم عمه قائلا :إنني أعرف أبوه ،إنه ابن أمي وأبي ،أعرف تصرفاته وسلوكياته ،يكثر من شرب الدخان ،لا يحافظ على ما فرض الله تعالى من صلوات ، اتخذ من الشك والغيرة طريقا ، صار لا يتحكم بألفاظه وتصرفاته، وسلوكياته ،انفصل عن زوجته أم أولاده ، تزوج الثانية ، اكتشف بعدها أنها لا تنجب ، حاول أكثر من مرة أن يراجع أم أولاده ، لكنه لم يفلح ، اتخذ ولده هذا (يشير إلى ابن أخيه) رسولا إلى أمه ليأتيه بالأخبار وان لم يأته بما أمر به يضربه ضربا موجعا، فإذا رأى أبيه من بعيد أو رأى سيارته أو مشابهة لها يولي هاربا،كان مداوما على صلاة الجماعة في المسجد المجاور ، إلا أنه في الآونة الأخيرة لم يستطع الحضور إلى المسجد والصلاة فيه ، خوفا من أن يراه والده في الطريق ، إضافة إلى أنه تغيب عن المدرسة طيلة ثلاثة أيام و أنه لم يستطع ركوب حافلة المدرسة ، وحين رأت إدارة المدرسة ذلك سمحت له بركوب حافلة خاصة بمعلمات المدرسة برفقة واحدة منهن ،سامح الله أخي ، فقد زرع الخوف في قلب الصغير ،إنني خائف، ربما يؤثر خوفه هذا على مستقبله و دراسته .
أعرف أخي جيدا، إنه نادم ، على كل تصرف فعله ، فهل نفع ندمه الآن ؟ !بعد أن فقد حب ولده له .
إن ابن أخي "..."(مناديا باسمه ) أكبر أولاده وعنده ثلاث أخوات ، كريم الخصال ، بشهادة كل من يعرفه ،محبا للخير لكل من حوله ، أصحابه ، رفاقه في المدرسة ، في الحي الذي يسكن فيه ، محبا لأمه وإخوانه ، محبا لمدرسته ومعلماته ، مجدا في دروسه ، مواظبا في حل واجباته ،إنني أحبه ...
قارئي العزيز :
أرأيت كيف كانت نتيجة الشك والغيرة ، لقد جنا الرجل على نفسه ، وأتى بسكين حادة فقطع بها أوردة قلبه وفؤاده بيده ولم يكتفي فاتجه إلى أوردة عقله صار بلا قلب وبلا فؤاد وبلا عقل ، فأي جنس ينتمي ذاك الرجل ؟!
أبناؤنا أمانة فلنتق الله تعالى فيهم ...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالعلم تبنى الأمم
قارئي العزيز :
ما رأيك أن تأخذ عصابة لتعصب بها عينيك مدة خمس دقائق فقط ثم قل لي : أترى شيئا؟
خمس دقائق فقط ولا زيادة ولا أريد منك غير ذلك ، الآن وبعد ما أتممت المدة المتفق عليها، فك العصابة وقل لي ما شعورك حينما كنت معصوب العينين ؟ وما شعورك بعدما فللت عصابتك ؟.
كأنني أقرأفي تليميح وجهك وفي عينيك سؤالا توجهه وهو ما الهدف من هذه المقدمة ؟
أردت أن أبين لك يا عزيزي ولك يا عزيزتي : أن معصوب العينين كالأمي الذي لا يعرف القراءة ومن البديهي أنه لا يكتب ، أمامه كتب قيمة لكنه لا يعرف ما فيها من علم ومعرفة ، ألست معي؟.
قارئي العزيز :
" وقل رب زدني علما " ( طه:114)من المؤكد أنك مررت على هذه الآية الكريمة مرات عديدة، فهل وقفت عندها ،ولو للحظات ؟
إنه دعاء يدعو به العاقل الفاهم ربه سبحانه أن يزيده فهما، وعلما، ليعلم ما يدور حوله من أمور نفعا له ولقومه .
فصول محو الأمية لمن فاته قطار العلم ،عمت كل أرجاء سلطنتنا الفتية التي تدعو دائما أبناءها إلى العلم والمعرفة ، للجنسين نساء ورجال كل في منطقته وقريب من مسكنه ، فمازال الوقت أمام من أراد التفقه في العلم ليعرف ما له وما عليه حتى يعمر الأرض ويعم الخير للبلاد .
ما رأيك أن تأخذ من تحب من أب وام وأخ وأخت إلى دور العلم فذلك خير لهم ولك وللمجتمع والوطن فمن كانت عنده نية التعلم - وهذا ما نتمناه- فما عليه إلا أن يأخذ قلما ودفترا وينظم مع أخوانه الرجال في فصول الرجال وإن كانت امرأة فما عليها إلا أن تنظم مع النساء .
قارئي العزيز :
تذكر أن بالعلم تبنى الأمم .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نتساءل :الأخطاء الطبية في بلادنا إلى أين منتهاها؟
كم من أناس ذهبوا بأرجلهم إلى مستشفى سواء كان حكوميا أو خاصا لمقابلة طبيب ظنا منهم بأنه حاذق ،فاهم ، فتبين بعد ها بأنه خلا ف ذلك ،أرجعوا إلى أهليهم بلفافة بيضاء ، رحلوا وذهبت أحلامهم سدى وودعوا أهلهم وأصحابهم أما ملفاتهم في أدراج الرياح ، ثم أسدل الستار بأن القضية ... قدر !.
إننا على ثقة تامة في حكومتنا الرشيدة والمخلصون على الجهود الطيبة ، ولكن ثمة أرضة أرادت التسلل على غرة واستطاعت بفضل حنكتها الولوج في أناس ضعيفة أجسامهم رقيقة قلوبهم، ونجحت في مهمتها لأنها أيقنت أن تلك الأجسام والقلوب صارت سندا لها لعلمها التام ويقينها أن عندها الحق في التصرف فليس لها رقيب ولا حسيب لأن الألسن قطعت والآذان سدت بقطن والأعين عصمت بلفافة سوداء .
قارئي العزيز:
واحدة من القصص الواقعية التي حدثت لفريسة انقض عليها"قناص " كثيرا ما جرب في أبدان أحياء ،حينما ينجح يصفق له ويثنى عليه أما حينما يخفق في مهمته يقولون خطأ غير مقصود ومتوقع حدوثه وبني آدم وغيرهم معرضون للخطأ .
ما ذنب أهل المرضى ولمن يشكون إذا "كان الخصم هو القاضي "وما ينفع كلام أحدهم إذا كان " كلامه ريح في قفص ".
عذرا فقد أسهبت في الحديث ولم أوجز ،كون الموضوع في بالغ الأهمية لأن القضية التي نحن بصددها اليوم ومثيلاتها في أورقة المكاتب، ولكن مازالت هناك أناس خيرون غذاء شريانهم الحب والحياة .
قارئي العزيز: اقرأ واتعظ:
رجل أراد الاطمئنان على صحته ، دخل مستشفى خاصا لقناعته قناعة تامة أن فيه أطباء مؤهلون يعتنون بمرضاهم ،يقدمون لهم ما يحتاجونه من مساعدة فسيكون في أيد حانية ،تجهز الرجل و أخذ عصاه فرحا مسرورا مستبشرا خيرا ، فكل ما في الأمر عدد ثلاث ليال ويعود لأهله وأولاده، لا يدري ما يخبؤه القدر ، دخل مستشفى "..."الخاص وقابل الطبيب المختص ، ثم اتصل بأهله و أولاده بأنه بخير، ولا حاجة لعنائهم و السفر الطويل لزيارته ،لا يدري الرجل أنه سيمكث في المستشفى إلى أجل غير مسمى، ممدد على سرير في غرفة "العناية المركزة" مستسلم ينظر بعينين تذرفان دما لا دموعا ولا حركة يدين ولا رجلين و إنما جسم ممدد ولسان ذاكر شاكر والسوأل عن أخبار الأهل و الأحباب و الجيران .
الأدهى من ذلك وأمر أن المتابع لحالته وما يزال هو الطبيب نفسه الذي سبب له هذه العاهة ،وإذا نظرت إلى عيني المريض كأنها يخرج منها شرارا، فبوده أن ينهض من سريره ويمد كفيه ليطوق بهما رقبة الطبيب ولكن "ما في اليد حيلة " – أسأل الله تعالى له العافية -....
قارئي العزيز:
إنني أتساءل وكل من يتمتع بعقل راجح ،فاهم ،ناصح ،ليس فيه خلل ولامس ولا جنون ، كيف نريد من مريض أن يتماثل للشفاء والمتسبب هو المتابع لحالته ؟!فالحالة النفسية والراحة التامة هو العلاج الحقيقي قبل العلاج البدني .أليس كذلك ؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
طـعـم آخـــــــر
واو المعية أو المصاحبة أو العطف كما سموها أهل الضاد ، أهل اللغة الأوائل ،الذين عرفوا قدرها ، أما اليوم زمن التقنيات لحرف " و " طعم آخر.
وضع حرف "و " خاص جدا وفي مكان عال و مرموق ، لا يتجرأ لأحد تملكه إلا من يستحق التقدير والاحترام ، وصار حرف " و " هاجس الإنسان البسيط الذي لا يملك شيئا ولا يحفظ من كلام العرب إلا الثناء والقول الحسن ولكنه يملك الحب الصادر من القلب ، ليس كالذين يتكلمون بلسانهم ويخفون ما في قلوبهم من بغض وحسد وكراهية .
تتعجب من فلان صحيح البنية عنده من المواهب والعقل الراجح واللسان الفصيح لا تقبل أوراقه ،عنده من الشهادات ما عنده ، تعبت رجلاه وانتفخت وتورمت من كثر المسير والتردد على أبواب الوزارات والشركات ، صرف ماله بل مال أهله إن صح التعبير ، باعوا كل ما يملكون ، كي يعلمون ابنهم الوحيد أو ابنتهم الوحيدة ، والآن هو أو هي في تعداد المنتظرين وكثيرا ما يسمعون " انتظرونا سنطلبكم بالهاتف ".
طال الانتظار حتى خيل إليهم بأن الهاتف عاطل ، وآخر ليس عنده من الكفاءات ولا شيء أبدا هيئ له مكتب يليق بمقامه ، مع علمهم أنه لا يستطيع أن يحاور أو يكتب ، عجبا ...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ خلق الإنسان
علّمه التبيان
ملكة البيان نعمة من الله سبحانه إمتنها على بعض من عباده ويعلم كل عاقل أن هذه النعمة لا تبق عند صاحبها إلا إذا داوم على ا لقراءة والاطلاع والغوص في بحار اللغة والتعرف على أسرارها وعكف على قراءة القرآن الكريم بتفكر وفهم ما يقرأ حتى يسلم لسانه من اللحن وبهذا يستحق أن ينال العزة والكرامة في نفسه وبين مجتمعه وأهله فتسعد به بلاده وتفخر، ويكون فوق البسيطة رافع الرأس شامخا بغير تكبر ولا خيلاء.
قد أولت سلطنتنا الفتية اهتماما بالغا بهذا الجانب بل تأخذ بأيدي أبناءها وتشجعهم على حضور الملتقيات العلمية منها والأدبية حتى يغرس فيهم حب القراءة ومن ثم تشجيعهم على الكتابة والتأليف، وهذا ما وجدته عند أبناءنا وبناتنا الطلبة والطالبات حينما ألتقي بهم أثناء زيارتي في مدارسهم وتعرفت من خلالها أنهم بحاجة إلى صقل مواهبهم و تقبل وجهات نظرهم وتكون صدورنا متسعة لأفكارهم وآراءهم عندئذ يكون عندنا عقول مبدعة ، تتطلع إلى السمو دائما ،وواجبنا نحن المربين من معلمين وآباء وأمهات الأخذ بأيديهم حتى يقفون على أرض صلبة بلا خوف أوتردد .
والفرد الواعي يسعى دائما إلى معرفة كل جديد ولا يكون ذلك إلا بالاطلاع وقراءة ما يفيد .
قارئي العزيز :
إذا تحدثنا عن القصة مثلا فهي فن من فنون الأدب ، يستأنس بها القارئ المتذوق لمعانيها الهادفة ، فتحلق به الكلمة في أجواء الصدق وجماليات الروح ، فربما تغير شيئا من أخلاقه الحسنة إلى الأحسن أو الأخلاق المرفوضة إلى المعقولة شرعا وعرفا ، يبتعد عن سفاسف الأمور ويتجه إلى الرفعة والسمو .
والأديب الحق هو من يتناول أحاديثه وقصصه عن واقع ملموس دون أن يمس أحد بسوء سواء تجريح بقول أو اتهام بعرض ويعرف القارئ بالأسس والمبادئ النبيلة التي يسير عليها ، يسرد قصصه بخطى ثابتة ، ويختم حديثه بالكلمة الطيبة الصادقة حتى يخرج القارئ منها بالفكرة التي تنير عقله وفكره.
إن الأقلام الصادقة تألف لها القلوب أما الأقلام المسمومة المنبثقة من أفكار هدامة والألسن المتشدقة تتنافر القلوب منها.
إذا ذهبت أي مكتبة من المكتبات تجد على الأرفف عدد من الكتب في شتى العلوم والمعارف عناوين كثيرة ،يشدك عنوان كتاب و حينما تتصفحه أو ترى الفهرس ينقبض صدرك فتسرع بإرجاعه كما حدث لي ،ذات يوم وقعت عيني على كتاب ، مددت يدي إليه فقد شدني عنوانه "...." قلت في نفسي لعله ينقش شيئا في الصدر ويفرح الفؤاد ،وبدأت بتصفح الكتاب وقراءة عناوين القصص فأحسست كأن أحدا قبض فؤادي وأمسك بلساني بأن أكف عن قراءة من سخافات وكلمات لا ينبغي لعاقل أن يكتبها ، إنها قصص لا معنى لها ولا هدف بل تشويش ودعوة إلى كل سوء ، يصف القاص الأحداث الدنيئة بكل جرأة بدون حياء ، قصص مبهمة المعنى والمغزى ، ستة عشر قصة خطها القاص بقلمه ضيع وقته بما لا يفيد .
قارئي العزيز:
اقرأ فهذا أمر ربك،واعلم أنها تغذية لعقلك،وتسلية لفؤادك ومنفعة لنفسك واستقامة للسانك .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مواقف مرفوضة
كثير من المشاهد في مسرح الحياة فيها مواقف ما هو مفرح وفيها ما هو محزن والعاقل من يتعظ فالحياة مدرسة يتعلم فيها الفرد من أخطاءه وتجارب غيره وفيما يلي بعض من المواقف وعليك الحكم :
· عزمت على زيارة أحد " شيباننا " لأنني لم أره من فترة بعيدة ، وصلت إلى منزله ومددت يدي لأضغط على زر جرس الباب وبعد بضع من الوقت فتحت " الآسيوية"الباب،أطلت بوجهها و تطلعت في قلت لها بلغة اضطررت الحديث معها بلغة مفهومة ، لأن ألسنتنا تعودت مخاطبة الأجانب بها، رغم أنني من المنادين برفعة لغة الضاد ولكن في هذه اللحظات، أعترف بأن غلبني القوم،قلت لها بلغة مكسرة: بابا "محمد" موجود؟فأومأت محدثتي رأسها أي نعم ، فرجعت خطوتين إلى الوراء محاذيا الجدار،وبعد لحظات، نزل شاب من سيارة أحد زملاءه ،متجها صوبي ،ظننت أنه سيلقي التحية والسلام ولكنه لم يفعل، وإنما تتطلع بعينيه ولم ينبس ببنت شفه وأدار مقبض الباب ودخل البيت الذي أنا واقف عنده ، حقيقة استغربت من هذا الموقف وقلت في نفسي : سبحان الله ، أي أخلاق هذه التي تعلمها أولادنا ...وأنا أحدث نفسي وإذا بخطوات آتية صوب الباب إنها خطوات " شيبتنا " وهو يتحسس الجدار لأنه كفيف، مناديا : من ؟ مددت يدي مصافحا قلت :السلام عليكم ولم أكمل قاطعني وقال: ( ناداني باسمي ) قلت: نعم هو فأمسك يدي وتخطو قدماه باتجاه مجلس الضيوف، وهناك قابلت ولده الأوسط وزوج ابنته،وطفلة تلعب، قبلت الطفلة و سلمت عليهما ونحن جلوس سحب الولد صينية " الفوالة " وأخذ سكينة لتقطيع ما في الصحون من فواكه ،و"الشيبة " يسألني عن "الأخبار والعلوم "بدأنا نأكل ونتجاذب أطراف الحديث وفي هذه الأثناء يتحدث " شيبتنا " أحاديث الأزمنة التي ولت وليتها تعود وكنت أتمنى أن يستمع الولد الذي مر علي سابقا الحديث ونحن على هذا الحال حتى رفع المؤذن مناديا لصلاة العشاء ،بعدها استأذنت بالانصراف متمنين الرجوع وتبادل الزيارات حتى تألف القلوب وتأنس بين الجيران والأرحام التي لا نعرفها إلا بالمناسبات من عيد إلى عيد.
أحاديث الأولين عبر وحكم فيا ليتنا نتعظ ونتعلم منها ونعلمها أبناءنا .
· في السوق صادفت شابا حاسر الرأس يلبس فانلة بيضاء من نوع " كابتن " وبنطال أعلا الركبة بقليل ، قلت في نفسي : ألم يجد " دشداشته "ليخرج إلى مكان عام كهذا ؟ ...
· مجموعة من الشباب يحلوا لهم أن يكون سقف سيارتهم مكشوفا أو النوافذ مفتوحة همهم إطراب أسماعهم و يسمعون المارة أصوات الموسيقى" الأجنبية " الصاخبة التي تصم الآذان ، يطوفون الشوارع ويدخلون الأزقة غير مبالين بما في داخل البيوت من أطفال وعجائز نيام أو ربما يعانون من مرض أقعدهم .