آخـر إصداراتي

رسائل    2009


• الحياة حلوها ، ومرها تجارب ، فكن سعيدا،متفائلا..
• توكل على الله تعالى ولا تكن متواكلا ..
• الإنسان طبيب نفسه.
• "لا يهم كلام المحبطين "



تربية ولكن...

لم يصل عقل إلى السمو والرفعة إلا بفكر نير يقظ ، يعرف صاحبه موضع قدميه قبل الشروع في أي خطوة يبدأ فيها المسير ،وما من عاقل إلا ويريد لنفسه ولغيره السعادة والنجاة من كل أذى .
ولقد سعى المهتمون من تربويين وصحيين ومحبين إلى غرس القيم والمثل العليا السامية عند اليافعين والمراهقين من شباب اليوم الباحثين عن كل جديد المؤمنين بالقول :"لكل جديد لذة" .
قارئي العزيز :
هناك من ينادي من المتفيهقين بوجوب فهم و تعليم الشباب وتثقيفهم فيما يحدث لهم من تغير فسيولوجي في وقت يغلبه الحياء في البوح أمام والديه وكي " لا يختلط الحابل بالنابل "كما يزعمون وألا يلتجئ إلى أقرانه ويخوض باستفاضة في هذه الموضوعات .
فقد أتوا بأساتذة ومستشارين يتحدثون بلغتنا وينقلون تجاربهم و ما توصلوا من حلول للحد من المشكلات التي كانوا يتذوقون مرارتها في بلادهم ولا يزال الطعم في لسانهم عالقا ، شعارهم "لا حياء في العلم " بحجة أن شباب اليوم غير الأمس ،أنهم تائهون ،المغريات أمامهم ،والفضائيات تزين لهم وتقدم ما يطرب آذانهم ،و ما يحلو لها عيونهم و أفئدتهم .
قارئي العزيز :
صدق من قال:
متى يبلغ البنيان يوما كماله          إذا كنت تبنيه وغيرك يهدم
إن هؤلاء القوم فسدوا وأفسدوا ،صفق لهم من صفق ، وأشاد برأيهم من أشاد ونسوا قول القائل :" كلمة حكمة من جوف خرب " .
إنني لست ممن يخالف هذا النهج، ولكنني أقول لهؤلاء ولغيرهم أن تعليم الشباب وتثقيفهم هو في البعد عن الخطر الذي ساد صيته في بلدان العالم مشرقه ومغربه وإذا أردنا خشية الوقوع في مصيدته يجب أن يسير التعليم على ضوابط وفق العادات والتقاليد،والتحدث بلغة بعيدة عن التصريح وإنما نختار كلمات سهلة سلسة تبين الفهم المراد، ولا نساير الركب في تدمير العقول والأفئدة ، فكفاها تدميرا.
أيها المحبون ،آباء ومربون مخلصون :
الشباب في حاجة إلى يد تأخذهم و تدلهم طريق الصلاح فكونوا عونا وسندا لهم فاتقوا الله تعالى فيهم و اجعلوهم أمام ناظريكم، أعطوهم الحرية ولكن بحدود،أبعدوهم عن الخطر لئلا يسقطوا في الشباك التي خصصت لهم من قبل الذين يدعون الحرية وما أكثر فنونهم وحيلهم وأكاذيبهم وكلامهم الحلو المنمق .



أبناؤنا واحتياجاتهم النفسية والصحية


قارئي العزيز:
آمل منك أن تقرأ بعين مبصرة وبصيرة واعية لأن حديثي معك أحسبه مهم ،نعم إنه كما قرأت آنفا " أبناؤنا واحتياجاتهم النفسية والصحية " وأستسمحك بأن آخذ من وقتك ،لأن الموضوع في بالغ الأهمية ، كأنني أقرأ ما تقوله عينيك وأجزم أنك تتمتم في نفسك وتقو ل بأن الموضوع كبير ومتشعب ،إنني أوافقك الرأي ،ولكن سأبين القصد بإيجاز دون إطناب لأنني مؤمن بالمثل العربي الذي يقول " خير الكلام ما قل ودل " .
كأن قارئ يسأل : هل يريد الأبناء من آبائهم أو أولياء أمورهم غير الأكل والشرب ؟ !
أقول له : نعم يريد منه الكثير ، إننا ابتعدنا عن أبناءنا وانشغلنا بأنفسنا وما همنا إلا تأمين بيوتنا بالمؤن الغذائية وما طاب من مأكل ومشرب فلست أدري هل الزمان الذي نحن فيه أبعدنا عن أبناءنا وبناتنا وجعلناهم يتخبطون في الطرقات لا يعرفون حقيقة أنفسهم وما يريدون ، أبناؤنا بحاجة إلى غذاء صحي جيد ومفيد،يحتوي على قيمة غذائية عالية لتكون أجسامهم ذات بنية قوية حتى لا تنخرها السموم المضافة وما أكثر وجودها في الأطعمة المنتشرة هنا وهناك .
إن الغذاء الغني بالفيتامينات يساعد أبناءنا وبناتنا في يقظة عقولهم عند تلقي العلوم والمعارف ،وليفهمون ما يقرؤون .
قارئي العزيز:
إن أبناءنا صغارا وكبارا بحاجة إلى الطمأنينة والأخذ بأيديهم نحو طريق يوصلهم إلى الأمان ونبعدهم قدر الإمكان من طريق مليء بالمطبات والحواجز والحفر ، ولا تكون الطمأنينة إلا إذا أعطيناهم الثقة بنفوسهم وأنهم قادرون على فعل المستحيل .
إنهم لا يريدون منا الأكل والشرب فقط وإنما اهتمامنا بالجانب النفسي كذلك لئلا يسلكون طريقا معوجا يؤدي بهم إلى المهالك والانحراف وعلى هذا علينا أن نجلس مع أبناءنا ونرشدهم ، نخبرهم طريق الخير حتى يمشون فيه ،وطريق الشر ليحمون أنفسهم من كل أذى ، وإن كان عاقلا يختار طريق الرشاد أما إن زلت قدمه فيتحمل نتيجة اختياره .

قارئي العزيز:
سأسرد لك قصصا من الواقع وعليك أن تحكم :
1- رجل يتفاخر أمام زوجته وأولاده وبناته ، وهم في مرحلة النضج الفكري بمغامراته مع نساء كثر، ظنا منه أن الأمر عادي ولا يعد خطرا ، فبعد فترة من الزمن سقطت إحدى بناته في الفاحشة في عقر داره وهذا كانت نتيجة إهمال الأب من خلال حكاياته ، ومغامراته التافهة .
2- شاب كان مجدا ومجتهدا في دروسه ، إلا أنه ذات يوم اختلط مع زملاء له في المدرسة ، فزينوا له الأمور ، حتى وقع في المهالك ، فقد قلبوا له برنامجه رأسا على عقب ،حتى عرف طريق"الشيشة"وألف الخروج معهم في ساعة متأخرة من الليل ، والأبوان في غفلة من ا لأمر ، وذات ليلة شاءت إرادة الله تعالى أن يمرض أحد أخوته ، فاضطر أبواه إلى الذهاب به إلى المركز الصحي ، بحثا عن ابنهما البكر فلم يجدا له أثرا،وخرجا من البيت ،بعد فترة جاء الابن ودخل غرفته من غير أن يشعر به أحد.
أشرقت شمس يوم جديد ، توجه الأب إلى غرفة ولده فوجده نائما فلم ينبس ببنت شفة ولكنه قرر من يومه وساعته مراقبة الابن ، شعر الابن أنه مراقب ، فلم يخرج طيلة ثلاثة أيام ولكنه لم يصبر فخرج في اليوم الرابع، تبعه والده وعرف ساعة خروجه ، ومكان اجتماعه مع أصحابه استمر في المراقبة أسبوعا كاملا والدم يغلي في عروقه ، وجاء اليوم المعهود الذي تتم فيه كشف الحقيقة التي يواجه بها ابنه مع وجود الأدلة القاطعة ولكن بتفكير حكيم وحكمة عاقل .
بدأت المواجهة بين الابن وأبيه ، بداية أنكر الابن ولم يعترف بما اقترف من ذنب ، فلما هدده طأطأ الابن رأسه معترفا ودموع الندم ظاهرة على محياه ، وأقسم لأبيه بأنه لن يعود لمثل هذه التصرفات السيئة ثانية .
3- كثير من فتيات أثر الصدمات والمعاناة التي واجهنها والحوارات الدائمة التي لا تؤدي إلى نتيجة ،انجررن إلى المغريات فانبهرن بجمالها الزائف فاحلوت بأعينهن فلم يعرفن الفرق بين الصالح والطالح و والصواب والخطأ فكان طريق الخطيئة سبيلهن ، ومن الفتيات من واجهن الضغوطات من كل جانب بصرخات قوية قائلات : أن قف فلا مجال لك عندنا ، لا وألف لا لطريق الهدم والضياع 0
فتيات يعشن مع إخوة لهن في بيت واحد وأبوين الأم بيدها الزمام والأب طيب القلب حنون فالأخوة أخذوا صفات أفعالهم من أمهم فكان الضرب والشتم والصراخ ديدنهم وشعارات يرفعونها دوما ومحفوظة عن ظهر قلب فلا تفاهم ولا حوار هادئ أبدا وذات يوم ضربت الأخت الكبرى حتى شج رأسها فأسعفت فورا إلى المركز الصحي وهناك جاءت الطبيبة مسرعة متسائلة ما بال الفتاه؟ أجابت المصابة فورا وبدون تأخير لوح غليظ سقط على رأسي فصار كما ترين وأخفت الحقيقة .

قارئي العزيز :
إن فتياننا وفتياتنا متعطشون إلى التوجيه والإرشاد فأين الآباء المربون وأين الموجهون المخلصون ؟...0
يا من قرأت ويا من تقرئين بعين وبصيرة اتقوا لله في نفوسكم واتقوا الله في الأمانة التي أودعها الله عندكم إنهم أولادكم.
إن فتياننا وفتياتنا بحاجة أن نكون معهم خاصة أن حياة اليوم ليست كالأمس الذي ولى نحن اليوم عصر العلم والمعرفة إنه عصر التكنولوجيا الذي بعدت الجدة فيه عن التوجيه والإرشاد وحكاياتها القديمة المسلية الداعية إلى الحب والصدق والشهامة واستبدل بالتلفاز والقصص الركيكة المعنى والمغزى الداعية إلى العنف والقسوة.

أبنائي وبناتي :
الأرض الصلبة والطريق الخالي من كل شوك خير من الأرض الرخوة اللينة السهلة الانزلاق فانتبهوا واحذروا وحكموا عقولكم وانظروا إلى موقع أقدامكم.






أدب الحوار

قارئي العزيز :
حقيقة إننا أبناء العربية أهل بلاغة وعلوم نحو ولكننا بعيدون كل البعد عنها وعن علومها ينقصنا مهارات أدب الحوار ، بدليل حينما نتجاذب الحديث مع بعضنا البعض ، كل منا لا يريد الهزيمة لنفسه وإنما يكون فارس الكلمة بلا منازع .
كنت زائرا مدرسة "..." ودار حديث بيني ومديرة المدرسة والأخصائية الاجتماعية في أمور تربوية ثم تخلل الحديث في مستوى ابنتي في إحدى موادها الدراسية وإذا بالمعلمة تدخل وهي على عجلة من أمرها و تريني كراستها وتقول : هاك وانظر إلى درجات ابنتك ... وأنا أنظر إليها باستغراب وتراجعت إلى الوراء لأستند ثم قلت لها : أيتها الفاضلة ، هكذا تبدئين الحديث بغير سلام ولا كلام، هون عليك واجلسي بهدوء وسكينة ، عندئذ قالت الأخصائية لتعالج الموقف بهدوء : عذرا أخي ، المعلمة عندها درس في هذه الساعة ،....
قارئي العزيز :
بعد أن أخذت المعلمة نفسا بهدوء بدأت الحديث بهدوء ولله الحمد ...
نحن بحاجة إلى حوار هادئ لا جدال غاضب و نريد عقول تعي وتفهم لغة الحوار لا الجدال ، وأقول لكل عاقل أن أرح أعصابك وفكرك ،و ابتعد عن السرعة والعجلة في إصدار حكم على أحد بغير تجربة ولا دليل وابتعد عن الغضب ،وقد قيل :" لا تهرف بما لاتعرف "و قال روبت انجرس : " الغضب ريح قوية تطفئ مصباح العقل " .


دعونا نتصافح

ما بال الناس اليوم يصنعون لأنفسهم حاجزا قويا منيعا بحيث لا يستطيع أحد النفاذ منه ، فتقوقع كل فرد وانشغل بنفسه فكل منهم يقول :"نفسي نفسي ".
ابتعد الأخ عن أخيه والصاحب عن صاحبه و الزوج عن زوجته ، فهدمت بيوت ويتم أطفال وكثر الخصام والشجار واللعان لأتفه الأسباب وامتلأت دور المحاكم بالمتخاصمين وكثر عدد مكاتب المحاماة بالمحامين الذين لا يعرفون عن القضية إلا اسمها، وصار كل فرد من هؤلاء المتخاصمين يبحثون من يترافع عنهم ، ولو فكر كل متخاصم وجلس مع خصمه ،وتحاورا بهدوء واعترف كل منهما بخطئه لما ذهب الناس إلى المحاكم ولا فكروا مقابلة قاض أو محام .
قارئي العزيز :
لو أنك جلست مع نفسك في مكان هادئ بعيد عن كل ما يعكر المزاج ، وأخذت كتابا تقرأ فيه عن تاريخ الأولين ، شعرا ونثرا، لعرفت أنهم كانوا أناسا يسعون إلى معرفة خفايا الأمور فتوصلوا إلى الحق فاتبعوه و إلى الباطل فاجتنبوه وعاشوا بسلام وأمان .
هناك قلوبا ، غطى عليها السواد ، ولم تجد الرحمة طريقا للدخول فيه فأقول لمن يملك مثل هذا القلب :مد يديك واشرب من نهر التقوى لتغذي أوردتك وتقوى، واغسل فؤادك بماء نقي لتنظف ما علق من شوائب، واكسر الحاجز الذي طوقته على نفسك الذي أعمى بصرك وبصيرتك لتنعم بقلب سليم ،واجعل النور الرباني ينير طريقك وستكون بإذن الله سعيدا .
قارئي العزيز :كلمة من القلب أوجهها إلى كل من ضعف قلبه ولم يقو على الصمود ،وحدثته نفسه الأمارة بالسوء بأحلام زائفة فصدقها ووضع غشاوة أمام عينيه ولم ينتبه إلى الحفر والانعطافات الكثيرة ،تراه يصعد ويهبط في طرقات غير مرصوفة إلى أن وصل بيوت العرافين الدجالين و يجلس مع من جلس ينتظر دوره ثم صار يتردد على أبواب العيادات النفسية ، ثم انضم مع من يطوفون الشوارع يكلمون أنفسهم: أن اتق الله في نفسك وفي أهلك ، واذكر ربك، في كل أحوالك في السراء والضراء، وأد ما أوجب عليك من أعمال ، تعيش في سلام وطمأنينة ، ثم اعلم رحمك الله أن طريق الهدى والنور يوصل صاحبه إلى رضا الله سبحانه،فاحرص على أن تمشي عليه .


الموهوب تجاهل أم ...

"موهوب أنا "، صرخة مدوية خرجت من حنجرة مقهور بعد ما تورمت لوزتاه ،ومن صميم قلب مكبوت ،أتدري حنجرة وقلب من نعني ؟
إنها حنجرة وقلب موهوب غفلنا عنه نحن الآباء والأمهات والمربون وتبعنا المعلمون والمعلمات.
قارئي العزيز :
ألم تجد طفلا سريع الحركة يركض هنا وهناك ، لا يستغرب من مكان غريب عنه أبدا، غير مبال فيمن حوله ، لا ينتبه إلى من يؤنبه ، لأنه منشغل بنفسه ،أو ألم تضبط طفلك يوما وهو منكب على كراستك الخاصة "يشخبط "ولا يبالي من غضبك ،لأنه يعلم في قرار نفسه أنه سيسمع منك توبيخا وكفى .
قارئي العزيز :
ما من لوحة إلا وراءها فنان مبدع ،سحرك بألوان لوحته الزاهية أو ما من قصة وأبيات شعر أو مقال فيه من العبارات جاءت بعد جهد جهيد، كلمات تخمرت ثم تجمعت في عقل إمرء جلس بعد سهر ليل طويل يكتب تلك الكلمة ويمحو أخرى حتى يكون صياغة جميلة المعنى والمغزى .
قارئي العزيز :
من يأخذ بيد أبناءنا الموهوبين ؟ كل واحد منا سواء كان ولي أمر يحب ابنه لا بد أن يترجم معنى هذا الحب أو معلم رأى موهبة أيا كان نوعها عليه بالتشجيع وبيان الطريق ا لصحيح ليس بالإحباط وكسر الخاطر ، فكثير ما تكسرت ضلوع وأحبطت الهمم بعد حلم أصحابها .



النجاح

إن النجاح غاية كل عاقل ، يأمل أن يحالفه النجاح في إدارة شؤون بيته أو مؤسسته أو حياته عامة .
وليعلم كل عاقل أن طريق النجاح تعتريه أحيانا حواجز و سدودا منيعة تمنع المرء بلوغ هدفه الذي يسعى إليه ، فإن كان صاحب همة وعزيمة صادقة قوية يصل إلى مبتغاه وإن كان غير ذلك فإنه بلا شك يتعثر ويسقط ولا يستطيع أن يكمل المسير .
وصدق الشاعر العربي حيث قال :
ومن تكن العلياء همة نفسه
فكل الذي يلقاه فيها محبب
و قال ابن القيم :فالنفوس الشريفة لا ترضى من الأشياء إلا بأعلاها وأفضلها وأحمدها عاقبة، والنفوس الدنيئة تحوم حول الدناءات وتقع عليها كما يقع الذباب على الأقذار .
قال ابن الجوزي ( من علامة كمال العقل علو الهمة والراضي بالدون دنيّ)
قارئي العزيز :
احمد ربك سبحانه أنك في بلد تدعو مواطنيها إلى النجاح فكن ممن يلبون النداء ألم تقرأ قول قائد مسيرتنا السلطان قابوس بن سعيد حفظه الله ورعاه :"خطتنـا فـي الداخـل أن نبنـي بلدنا ونوفـر لجميع أهله الحياة المرفهـة والعيش الكريـم وهذه غاية لا يمكـن تحقيقهـا إلا عن طريـق مشاركـة أبنـاء الشعب في تحمل المسؤوليـة ومهمـة البنـاء ولقـد فتحنـا أبوابنا لمواطنينا في سبيـل الوصـول إلى هذه الغاية "
وقد أعجبني قول الشافعي :
إني رأيت سكون الماء يفسده إن سال طاب وإن لم يجر لم يطب
والأسد لولا فراق الغاب ما افترست والسهم لولا فراق القوس لم يصب

قارئي العزيز :
والله إني لأحبك وما أريد لك إلا النجاح في حياتك آمل منك أن تتبع الآتي:
= بروا والديك ، فهما أساس نجاح حياتك .
= داوم على تغذية عقلك ، بالعلوم النافعة ،و إذا شاكلك أمر اسأل أهل الخبرة والحكمة ولا تردد .
= داوم على تلاوة القرآن الكريم وتفهم آيته .
= كن عاقلا فاهما لما يدور حولك من أمور .
= كن متفائلا دائما .
= اجعل الابتسامة لا تفارق محياك .
= تريث ولا تتسرع في حكمك وابحث دائما عن الحقيقة .
= كن كما عهدك والديك، تتحمل الشدائد و الصعاب ، تنتصر على شيطانك وهوى نفسك .
= أكثر من الدعاء والتضرع إلى الله سبحانه في يسرك وعسرك .
= صاحب الأخيار، فهم الذين يدلوك ويرشدوك إن زلت قدمك وابتعد كل البعد عن الأشرار الذين يردوك في الهاوية فينصرفون عنك ولا يبالون فيما جرى لك من مشكلات ومصائب .
= تفهم الأمور بكل عقلانية .
= اكظم غيظك ولا تغضب من تصرف جاهل .
= لا تيأس ولا تتراجع عما عزمت عليه .
قارئي العزيز :
اتق الله تعالى في نفسك واحرص على الوقت ولا تضيعه فيما لا يفيد نكن من الناجحين .


أنت متميز

التميز طريق كل عاقل محب لنفسه ومجتمعه ووطنه ، والمتميز يدرك أن الحياة جهاد وتضحية، التميز حمل أدوات العلم والمعرفة من قلم ودفتر وكتاب و تضحية في المال والوقت لأن التميز طريق لا يسلكه إلا من كانت عنده عزيمة صادقة للوصول إلى ما خطط ليصل إلى الهدف المنشود الذي يسعى إليه .
المتميز يسعى دائما إلى طلب العلم ومعرفة ما يدور في الحياة من أحداث ، يسأل في كل ما شاكلته من أمور صغيرها وكبيرها .
قارئي العزيز :
أ طلب منك أن تختار مكانا هادئا بعيدا عن صخب الحياة والأصوات التي تزعج أذنيك والمشاهد التي تؤذي عينيك و من المشكلات الشائكة التي لا تريد أن تحل خيوطها فهي متشابكة متماسكة في خضم الحياة التي نحن فيها ،أغمض عينيك وأرخي أعصابك وحاول أن تكون مع نفسك بعض من الوقت لترسم خريطة ذهنك لحياتك وتخطط بعقلانية .
قارئي العزيز :
اشكر الله تعالى على نعمة الصحة والعافية والفهم والفطنة التي وهبها الله تعالى لك فكلمة " متميز " لها وقع في الأذن أليس كذلك ؟
اجعل في نصب عينيك أن تميز أبنائك مقترن بتميزك ، فكن متميزا بأخلاقك وحرصك على طلب العلم والبحث عن كل جديد .
أعزائي :
لنمشي في طريق التميز ولا يهم كلام المحبطين .



النفس المطمئنة

حقيقة كثيرا ما يؤرقني مشكلات الشباب سواء كانوا طلاب مدارس أو منقطعون عن الدراسة لأي سبب كان ، فحاولت التقرب إليهم بكل وسيلة ، إما الحوار المباشر ، أو غير المباشر ، وغيرها من طرق الاتصال ،ثم قلت في نفسي لم هذه الحيرة ؟!لأذهب إلى من يعينني ويخفف الحمل عني فاستعنت بالطبيب المختص إنه " الطبيب النفسي ".
قارئي العزيز:
لا تذهب بفكرك بعيدا،فانا ولله الحمد بصحة وعافية ولم أصب بأذى وعقلي مازال في مكانه ولما عزمت للذهاب إلى الطبيب النفسي إنا قصدته استشارة وإعانة منه لي ليذهب مابي من صداع نفسي ليس إلا، لعلي أجد عنده إجابة شافية ،لا أطيل عليك ،أخذت سماعة الهاتف واتصلت ب "..." ،لأخذ موعدا معه ، رحب باللقاء، جهزت دفتر الملاحظات لأدون المعلومات التي أحتاجها ، وصلت المركز الصحي بعد ما قرأت الشاخصات المعلقة هنا وهناك ،قرأت اللوحة المعلقة على باب العيادة ، وعيناي تقرأ ما علق من ملصقات على الحائط منها عن القلق والاضطرابات السلوكية وغيرها من الأمور طرقت الباب فدخلت وإذا بي أرى شبابا لا يتعدى الواحد منهم العشرين من عمره ، فدخل من دخل من الجالسين إلى الطبيب ، و خلا المكان ، وما بقي إلا أنا وممرضة تسجل على جهاز الحاسب الآلي الذي أمامها وتنتظر مني أن أقدم لها تلك الورقة الصغيرة التي سجل فيها اسم المريض ، عرفتها باسمي والهدف من مجيئي ، قالت بصوت خافت لا يسمع : تفضل بمقابلة الطبيب بعد خروج الشابين ، سألتها عن المرتادين للعيادة ، تحفظت بالأمر ثم قالت : إنني جديدة على هذا المكان فقط أسد العجز عن زميلتي ، ثم استأذنت لحاجة ، خرج اثنان من غرفة الطبيب، الأول في حدود الخامس عشر من العمر والثاني أكبر منه، وأرجح بأنه أحد أخوته ، مد يده مصافحا فمددت يدي محييا له ، ثم استأذنت منه لأدخل الغرفة وإذا الطبيب أمامي ، ألقيت التحية و فورا عرفته بنفسي قبل أن يطلب مني البطاقة ، ثم قلت له د : عذرا أرى المرتادين لعيادتك من فئة الشباب !
قال : ( يتنفس الصعداء ) المرض النفسي كأي مرض عضوي ، يأتي المريض موضحا حالته ثم أصف له الدواء المناسب .
قلت : كان من الأجدر للمريض أن يجلس مع نفسه بضع من الوقت ويذكر ربه سبحانه ،ويقرأ بعض من آيات القرآن الكريم و الأدعية المأثورة خير له من أن يأتي إليك .
وأنا أنظر إلى حركات عينيه التي "ترفرف " تعلو وتهبط ويرفع يده اليمنى ليعدل من خصلات شعره ويقول : ألا تعلم ،أن الإنسان إذا شعر بمرض يلجأ إلى طبيب يخفف من آلامه من ضيق مثلا أ وعدم الارتياح فيذهب إلى العيادة النفسية والذي يذهب إلى العيادة النفسية ليس معناه أنه مجنونا ، ثم أردف قائلا : النفس ذكرها الله تعالى في القرآن الكريم مرات عديدة ، وأخذ يستشهد بعض الآيات .
قلت : بمعنى يأتي المريض إليك مستسلما يحكي قصة حياته وتصف له حبوبا مهدئة.
قال : نعم هناك حبوبا مسكنة بعض الشيء تغير الهرمون المتواجد في رأس المريض عندئذ ترجع حالته السابقة الهادئة .
قلت :ما أهم الشكوى التي يعاني منها المريض ؟
قال : أكثر المرضى الذين يأتون من الشباب وخصوصا طلبة المدارس ،إما خوفا من امتحان أو اضطرابات سلوكية مثل : خجل ، توتر وقلق نفسي، لا يستطيع التأقلم في الدراسة ،اللامبالاة في الدراسة خصوصا إذا كان مع قرين السوء .
قلت : عفوا د أيمكن لي أن أعرف مم يعاني الشاب الذي خرج للتو ؟
قال : أثر قرين سوء ... وسكت
فهمت ما يقصد ولم أحب أن أخوض معه في الحديث .
قلت : محاولا أن أغبر دفة الحديث،جميل أن يقرأ الإنسان في علم النفس قاطعني وقال : نصيحة مني بأن لا تكثر من القراءة في علم النفس فإنه علم غزير.

قارئي العزيز :
أذكر الله تعالى في كل أوقاتك تكن في أسعد حال وحاول أن تكشف عن ما نفسك من أمور فلعلك تجد الكنز الدفين .



ابنة الخامسة عشر

قارئي العزيز :
قلوب قست وأفئدة طمست وألسنة أخرست وأعين عميت و...
عذرا ، فقد بدأت بكلمات ثقيلة بعض الشيء على صدرك ،لسبب "في نفس يعقوب" ...
على المرء العاقل أن يكون متفائلا ،حتى وإن اعترته عواصف الحياة ، وما أكثر حدوثها خصوصا وقت تضخم الأوردة بالدماء، وأستسمحك عذرا بأن أثقل عليك وأسرد موقفا من المواقف اليومية التي تحدث في مجتمعنا بل في غالبية المجتمعات التي انعدم فيها الجانب العاطفي فلست أدري لم هذا البعد؟!.
أطلب منك أن تقرأ وتفكر في القضية التي سأطرحها اليوم معك فربما يتحرك وريد من أوردتك الميتة أو ربما تدمع عينيك،هذا إذا كان في أوردتها دموع .
قارئي العزيز :
ذات يوم قالت لي ابنة في الخامسة عشر : أمي بعيدة عني وأبي منشغل بشؤونه ،أما أخواتي فالأولى متزوجة ولا تأتي إلى بيتنا إلا زائرة ، تضع وليدها بعض من الوقت عندنا ثم تذهب ، ولا أذكر يوما أنها سألت عن حالي ،ولا عن حال أخواتي الصغار، والثانية لم تحصل على مجموع يؤهلها دخول الجامعة ، فوجدت محل للملابس الجاهزة ، عملت بائعة فيه، إنها منشغلة بحالها .
أما أخواي فهما في المرحلة الثانوية لا يسألون عن شيء ، ولا يبالون في شيء أبدا فهم في حالهم ، إنهم لا يهتمون سوى في نفسيهما فقط..."
وقالت : والداي لم يأخذا نصيبا وافرا من التعليم ( وهي منكسرة القلب مطأطئة الرأس ) إنهما الآن يعملان في وظيفة بسيطة ولكنهما ...( توقفت ولم تستطع أن تكمل ) .
قارئي العزيز :
آهات وأحزان ابنة الخامسة عشر فكيف بها لو كانت ابنة الثلاثين أو الأربعين أو...
أرفع يديك والهج لسانك بالدعاء أن يصرف عنها وعن أخواتها الصغار السوء، وأن لا تنجرف مع التيار، فالثعالب والذئاب كثر.
إن فلذة كبدك بحاجة إليك ، ابنك يبكي ،لا تظن أنه جائع ،عنده ما يكفيه وزيادة،إنه يريد منك أن تتفضل عليه حنانا وعطفا و لا يريد منك مالا ،فعنده أيضا ما يكفيه، إنه يريد حنوا وقربا .


علم الفراسة

الفراسة علم قديم ، برع فيه الأقدمون، قال صاحب تاج العروس فصل الفاء من باب السين "الفراسة بالكسر من التفرس ، يقال تفرس الشيء إذا توسمه ، وتفرس فيه خيرا توسمته ،وهو يتفرس يتثبت وينظر ،فالتفرس والتوسم معناهما واحد أي يفسر أحدهما الآخر "
عزيزي القارئ :
لا ينكر عاقل في أي مجتمع من المجتمعات سواء كان حضريا أم بدويا أنه فيه الخير والشر ، الصالح والطالح ، والعاقل من يحكم عقله ويختار ما يجعل حياته سعيدة ،بعيد عن كل ما يعكر مزاجه .
إن أصابع يديك ليست على شاكلة واحدة ، منها القصير والطويل والمتوسط ، هكذا بنو البشر، كل فرد له طبع معين، لا نستطيع الحكم عليه إلا إذا عاشرته ،لأنك تصاحب إنسانا لا تعرف طبيعته إلا بعد مرور أيام أو شهور بل ربما تمتد إلى سنين ، وبعد ها تتبين لك الحقائق ،الفرد الذي صاحبته وعاشرته إما طيب القلب أو ثعلب ماكر أوحية تلدغ وتفرغ سمها وتذهب بعيدا كأن شيئا لم يكن .
عزيزي القارئ :
قرأت يوما أن المنصور جاءه رجل فأخبره أنه خرج في تجارة فكسب مالا، فدفعه إلى امرأته، ثم طلبه منها، فذكرت أنه سرق من البيت ولم ير نقباً ولا أمارة، فقال المنصور: منذ كم تزوجتها؟، قال :منذ سنة، قال : بكرا أو ثيبا، قال :ثيبا، قال المنصور :فلها ولد من غيرك، قال الرجل : لا، فدعا له المنصور بقارورة طيب كان حاد الرائحة وغريب النوع فدفعها إليه وقال له : تطيب من هذا الطيب فإنه يذهب غمك فلما خرج الرجل من عنده قال المنصور لأربعة من ثقاته: ليقعد على كل باب من أبواب المدينة واحد منكم، فمن شم منكم رائحة هذا الطيب من أحد فليأت به، وخرج الرجل بالطيب فدفعه إلى امرأته فلما شمته بعثت منه إلى رجل كانت تحبه وقد كانت دفعت إليه المال فتطيب منه، ومر مجتازا ببعض أبواب المدينة فشم الموكل بالباب رائحته عليه فأتى به المنصور فسأله من أين لك هذا الطيب فلجلج في كلامه، فدفعه إلى والي الشرطة فقال إن أحضر لك كذا وكذا من المال فخل عنه وإلا اضربه ألف سوط، فلما جرّد للضرب أحضر المال على هيأته فدعا المنصور صاحب المال فقال: أرأيت إن رددت عليك المال تحكّمني في امرأتك، قال نعم، قال هذا مالك، وقد طلقت المرأة منك.

عزيزي القارئ :
إذا كنت تحتفظ بقلب نابض بالإيمان ،فلتبتعد عن كل ما يعلق بقلبك من أدران ،وكن واثقا بربك رافعا رأسك دائما، مؤمنا بأن الله تعالى لن يخذل عبده أبدا ،ولا تتبع الشياطين من حولك فإنهم كثر
،فخذ حذرك منهم فإنهم ثعالب من نوع آخر ، تعلم علم الفراسة لتعرف خبايا الأمور .
عزيزي القارئ :
سر في طريق الهدى والنور، وكن عاقلا في تصرفاتك مع من حولك ، واحترم الجميع تعيش سعيدا وحكم عقلك .

بر الوالدين

قالت لي ابنتي "خولة " : أريد نقودا من فضلك .
قلت لها :لم ؟
قالت : ألا تعلم يا أبي أن 21مارس هو عيد الأم ؟!
قلت لها ( مبتسما ): أمك عيدها كل يوم وليس يوما واحد ا ، و...لم يعجبها الكلام ، نهضت فاستأذنت وذهبت مسرعة الخطى وهي تتمتم ، حاولت جاهدا أن أفهم ما تقول فلم أفلح ...
قارئي العزيز :
فضل الأم كبير ، فهي الطبيبة إذا أصابنا المرض والمربية والموجهة إذا أخطأنا ، فمن واجبنا احترامها وتقديرها ، والاحتفال لا يكون يوما واحدا في العام وإنما كل يوم واحترامها وتنفيذ أوامرها ومساعدتها فهذا الاحتفال الحقيقي بها .
تحية من صميم القلب لكل أم ربت وتعبت وشقيت نفسها لإسعاد أولادها صغارا وكبار رضي الله تعالى في رضي الوالدين ، فعليك بطاعة الوالدين وقدم العون ما تستطيع خاصة عند كبرهما وارفع يديك دائما بالدعاء لهما بالخير والسعادة في الدنيا والآخرة وإن كانا متوفين فادعو لهما بالرحمة والمغفرة .
الاجتهاد ومذاكرة الدروس ، بر بالوالدين لأن ذالك يدخل السرور إليهما .
عدم رفع الصوت عند الحديث أما مهما، والصراخ يعد عقوقا .
قارئي العزيز :
هيا بنا معا نقبل أيدي آباءنا وأمهاتنا ونعتذر لهما عن ما بدر من خطئ حتى يحفظنا الله تعالى من كل سوء . 


ضغوطات العمل من المسؤوووول عنها ؟!

كل من في مؤسسة أو إدارة حكومية أو خاصة أو حتى في البيت "مدير" ، وهذا المدير أحيانا يكون مغلوب على أمره ، يصرخ ويستغيث بأعلى صوته بأن ارحموا رأسي وقلبي وما فيهما من أوعية تكاد تنفجر مما أعاني من ضغوطات ، اتركوني ،آآآآه أتركوووووني .
أيها المدير المسؤول :
إذا كانت إداراتك في مؤسسة حكومية أو خاصة ، فيها من موظفين مخلصين في أعمالهم ليس خوفا منك ولكن لعلمهم وإيمانهم أن هناك من يراقبهم فإنه قد يكون فيها من ليس لهم إلا الخضوع والطاعة العمياء لا يسألون أو يخالفون الرأي ليس إلا خوفا من غضبك وانتفاخ أوداجك واحمرار عينيك ،كذلك هناك من يصفقون لحضورك وهم الذين يتسلقون على أكتاف غيرهم ويقفون إجلالا لقدرك وشخصك وطمعا في رضاك ، وإن ابتعدت عيناك عنهم وأعين من سخرتهم ليأتوك بأخبارهم، يلعبون يمنة ويسرة ويحفظون المثل " إن غاب القط إلعب يا فار " ولظرف طارئ انتهت فترة العمل معهم و انتقلت عنهم و تركت كرسيك وأخلفك غيرك، تغير كل شي حتى التحية والسلام لا تسمعها من أفواههم إلا نادر ا هذا إذا ذكروا أنهم كانوا ذات يوم معك .
عزيزي :
لا تحزن واجلس بعض من الوقت في مكان هادئ بعيد عن الضوضاء وصراخ العيال ، وعندما تطلب من قريرة العين كوب شاي أو عصير برتقال لتهدأ أعصابك و لتراجع مع نفسك ما كان في عهدك وإعلم أن هناك فرد أو أفراد من موظفيك من يحب الخير لك ولإدارتك أ ولمؤسستك ، ينصحك إن أخطأت ويبدي لك برأيه السديد ، فلمثل هؤلاء يحتاجون إلى كلمة تطيب خاطرهم حتى يعلموا أنك معهم وبهذا يتطور العمل ويتجدد معه النشاط والحيوية لأفراده .

أيها المدير المسؤول :
من المؤكد أن يوما ما مر عليك موظفين كثير منهم 1- من أتى إليك رافع الرأس شامخا ولكن من داخله حزينا ،كان بداخل حجرات قلبه كلاما كثيرا فحينما حدق في عينيك فجأة وبدون سابق إنذار ارتعشت أوصاله وتلعثم لسانه كأن ماسا كهربيا أصابه فلم يستطع أن يتفوه بكلمة واحدة ، نسي الذي كان يردده في قلبه لكنه تماسك كأن شيئا لم يكن لئلا يظهر خوفه ، إنك لم تنتبه إليه بدليل أنك لم ترى تعابير وجهه فأنت منشغل بما معك من أوراق .
2- أتى إليك بأفكار جديدة آملا منك تشجيعا ولكنك لم تفعل وإنما جازيته بنقل خارجي أبعدته عن أهله وعياله وكبدته عناء المعيشة فأثقلت عليه في وقت يصرخ منه الجميع من غلاء حجة منك أن ذلك " مصلحة العمل " ...
اتق الله أيها المسئول في نفسك ومن معك وافتح نافذة الحياة لتدخل أشعة الشمس المضيئة تنير قلبك و تدخل السرور عبر قنواته ليرتاح فؤادك وتكون في سعادة وهناء .


"راجعني بكره"

عزيزي القارئ :
رسالة من القلب موجهة إلى كل من كان فيه قلب حي بداخل حجراته حب للوطن وأهله أيا كان صاحب هذا القلب و موقعه أو مكانته أو مركزه الوظيفي ، ، وما سأقوله لك عزيزي أسأل الله تعالى أن يكون فيه نفع لك.
آمل من حجرات الآذان أن تفتح وللعقول أن تعي وتفهم فهل لك صدر متسع لها، لتجتني الخير والفلاح في حياتك الدنيا ،لتكون بين أصحابك وخلانك وليسعد مجتمعك وليطمأن القلب والفؤاد ، فإن كان وضعت الأقفال والسلاسل لهذه الحجرات فلا فائدة من إكمال قراءتك لأن قلبك وفؤادك غير متقبل فيما تنظر العين وتقرأ .
قارئي العزيز :
سأسرد حكاية تحدث في معظم مؤسساتنا ودوائرنا الحكومية والخاصة إذا أجزنا التعبير، اقرأ :قبل أن تشرق الشمس بإعلان يوم جديد ، تنفس الصعداء و أدى ما أوجب الله تعالى عليه من أعمال ، خرج من بيته وركب سيارته قاصدا مكان ما لتوقيع ورقة كانت بيده ،وصل إلى مقصده ودخل غرفة فيها عدد من الموظفين ألقى التحية عليهم ومد يده مصافحا واحدا تلو الآخر ثم قدم الورقة إلى أحدهم ، أخذ الموظف الورقة ، وقال بعدما نظر فيها: إنها تخص فلانا وسماه باسمه ، إنه ذاك الذي بجانب النافذة، اذهب إليه ، شكره وأخذ الورقة وطواها راجعا بخطواته إلى الوراء متوجها إلى الرجل الجالس عند النافذة التي أشار إليها ذلك الرجل .
وصل صاحبنا إلى الرجل المعني قائلا : السلام عليكم ،رسالة بيدي أريد فيها توقيع سيادتكم .
نظر الرجل إليه ثم إلى الرسالة المطوية فتحها ثم أردف قائلا: مر علي غدا .
خيبة أمل صادف ذلك اليوم ، ربما كان يوم شؤم وساعة بائسة ربما ... قال ذلك في نفسه
قارئي العزيز :
ذاك موقف"قيض من فيض " من المواقف اليومية التي تصادف بعضنا ، يحمد ربه ذالك الرجل حينما قال " راجعني بكره " ولم يقل له: " راجعني بعد أسبوع أو بعد شهر ..."
قارئي العزيز:
ينبغي للموظف أن يؤمن بالقيم والأخلاق الطيبة ، لهذا أطلب منك يا من كان في قلبك حب للخير بل آمل أن تصغي إلي جيدا وتفتح لي حجرات عقلك لتعي وتفهم ما أكنه لك من حب .
أنت أيها الموظف وكذلك أنت أيتها الموظفة : أسألك سؤالا رجوتك أن تكون صادقا في إجابته ، غير مراوغ فيه ، ولا متصنع الفهم ، بل أريد منك إجابة صادقة : أأ نت سعيد بوضعك هذا ؟، نافخ صدرك ، رافع منكبيك ، تتكلم من أنفك ، عبوس ، ظهرت تجاعيد جبينك ،تصرخ في وجه كل من تراه بحجة أنك تملك الأمر كله ، وبين أصبعيك قلم ،به ترفع شأن فلان وبه تخفضه ولك أهمية كبيرة في المجتمع ، وسلطة قوية ، فتحدث نفسك بأن لا بد للآذان أن تسمع و للأنفس أن تعلم بأنك لك شأن كبير .
هل جلست مع نفسك بعضا من الوقت تحاسبها على ما قدمت من عمل ، أم أن شيطان عقلك استأسرك وقيدك وعقد لسانك وحذرك من أن تنطق أو تسأل أو تناقش ؟!
كن عاقلا أخي ولا يخدعنك شيطانك ويزين عملك فإنه يغويك ويرميك في الهاوية عندئذ لا تستطيع الخروج منها إلا بالإقلاع عن الخطايا والذنوب والتوبة النصوح ، وافتح صفحة جديدة مع نفسك والزمها بالأمور الآتية :
= احترم ذاتك قبل أن تطلب من الآخرين احترامك وتقديرك .
= أخلص لله تعالى في عملك .
= الالتزام بالأخلاق الطيبة كالصدق في القول ومخاطبة الناس بالحسنى ، والمعاملة الطيبة شعارك لكل شخص أمامك حتى وإن كان بينك وبينه شحناء ،وديننا يحث على الخلق الحسن والله سبحانه مدح رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم بأنه على خلق عظيم ، حيث قال سبحانه " وإنك لعلى خلق عظيم " ( القلم : 4 ).ووصية الرسول صلى الله عليه وسلم لأحد أصحابه حيث قال : اتق الله حيثما كنت ، وأتبع السيئة الحسنة تمحها ، وخالق الناس بخلق حسن " .
= التواضع والابتعاد عن التكبر والخيلاء ، ألم تقرأ وصية لقمان لابنه التي بينها الله سبحانه في قوله تعالى " ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحا إن الله لا يحب كل مختال فخور . واقصد في مشيك واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير .( لقمان : 18و19)
= عدم ضياع الوقت في ساعات العمل في المجاملات والأحاديث الجانبية .
= العمل أولا بأول وعدم التسويف والتأجيل لأن في ذلك ضياع للحقوق .
= عدم الانشغال في شيء إلا في مهام العمل المكلف به . ...
تلك بعض من الصفات والأخلاق التي لا بد للموظف أن يضعها في نصب عينيه لعل الله تعالى يرحمنا ويهدينا سواء السبيل .


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


بداية لا بد منها :
حث الإسلام على طلب العلم لأن بالعلم تعلو الأمم وهو نعمة أنعم الله به على عباده وهناك فرق عند كل ذي فهم وفطنة بين الجاهل والعالم حيث قال الله تعالى "... قُلْ  هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ }  الزمر9
وفي وصايا لقمان لابنه قال : " يا بني جالس العلماء وزاحمهم بركبتيك ، فإن الله سبحانه يحي القلوب بنور الحكمة كما يحيى الأرض بوابل السماء "
ولا ينبغي للعالم أن يكتم علمه عن الناس فكتمان العلم يعد جرما وقد أخذ الله تعالى عهدا على بني إسرائيل على ألا يكتمون العلم ولكنهم نقضوا العهد ,
حيث قال الله تعالى " {وَإِذَ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاء ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْاْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ }
آل عمران187 .
أعزائي :
أوجه إليكم  رسالة ، رسالة محب لتصل إلى قلب  من أحب إنها رسالة موجهة إلى كل معلم ومعلمة ، آمل من حجرات الآذان أن تفتح وللعقول أن تعي وتفهم فهل هناك صدر متسع لها لتجني الخير والفلاح في حياتك الدنيا لتكون بين أصحابك وخلانك وليسعد مجتمعك فإن كان وضعت الأقفال والسلاسل لهذه الحجرات فلا فائدة من قول صدت عنه الآذان وباب وضع عليه الأقفال .
المعلم هو المربي ينبغي له بل يجب عليه الالتزام بأخلاقيات طيبة ، لهذا أطلب منك يا من كان في قلبك حب للخير بل آمل أن تصغي إلي جيدا وتفتح لي حجرات عقلك لتعي وتفهم ما  أكنه  لك من حب ، فأنت معلم مهنتك مهنة عظيمة إنها مهنة الأنبياء والرسل ، فأنت الخير والبركة ولولاك لتخبط الناس في الطرقات ، لا يعرفون الخطأ من الصواب ولا طريق الصلاح من الضلال ولصار  الجهال يفتون بغير علم ودراية .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " “ إن الله عز وجل لا ينتزع العلم انتزاعا من الناس  بعد أن يؤتيهم إياه ولكن بذهاب العلماء ، فكلما ذهب عالم ذهب بما معه من العلم ، حتى إذا لم يبق إلا رؤساء جهالا إن سئلوا أفتوا بغير علم فيضلون ويضلون "
متفق عليه  من حديث عبدا لله بن عمر

أخي المعلم / أختي المعلمة :
العلم نعمة أنعم بها الله تعالى على عباده حيث أرسل رسلا ليعلمونهم طريق الصلاح ويبعدونهم عن طريق الضلال ، قال الله تعالى " {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ }الجمعة2وألم يدعو سيدنا إبراهيم ربه حيث قال" {رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ }البقرة129.

أعزائي من الأخلاقيات الطيبة التي ينبغي أ ن نضعها في نصب أعيننا نحن المربون هي:

·       الإخلاص في العمل :

أولى سلم الأخلاقيات التي يجب أن تخطو  بها خطواتك  الإخلاص في العمل فإن كنت مخلصا في عملك ملازما  للتقوى تراعي فيه حقوق طلابك محترما الوقت و تعطي كل ذي حق حقه فثق تماما بأن الله عز و جل معك .
أخي المعلم / أختي المعلمة : اعمل  بإخلاص وليكن ضميرك حيا و قلبك خاشعا يقظا، و اعلم أن الله تبارك و تعالى  مطلع عليك و تذكر قول الله سبحانه {وَإِن تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى }طه {إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ مِنَ الْقَوْلِ وَيَعْلَمُ مَا تَكْتُمُونَ }الأنبياء110
وقال سبحانه{ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى }الأعلى7
و قول ابن القيم (العمل بغير إخلاص ولا اقتداء ، كالمسافر يملأ جرابه رملا ، يثقله و لا ينفعه.).

·       القدوة الحسنة :

و المعلم قدوة حسنة و داعيا إلى الخير و محذرا من كل شر فليحذر كل من نهى عن شيء  وهو أول المنفذين كالذي يشرب الدخان ويقول إن التدخين ضار بالصحة ويأتي بأدلة من الكتاب والسنة ومسترشدا بحقائق علمية ومبينا مضاره فإنه بذلك مناقض لقوله ، أو كالذي يأمر باحترام الوقت والحفاظ على المواعيد وهو غي مبال بالوقت ويأتي متأخرا إلى فصله .
قال قائل : لا تنه عن خلق  وتأتي مثله                             عار  عليك إذا فعلت عظيم
وقال آخر: يا واعظ الناس قد أصبحت متهما        إذ عبت عنهم أمورا أنت تأتيها
                     أصبحت تنصحهم بالوعظ مجتهدا         فالموبقات لعمري أنت جانيها
                     تعيب دنيا وناسا راغبين لها                     وأنت أكثر منهم رغب ة فيها

·        الرأفة بالمتعلم :

لا ترهق المتعلم بكثرة العلوم ولا تنتقل من موضوع إلى آخر حتى يستوعب الموضوع الأول فقد يروى  أن عتبة بن أبي سفيان قال لعبد الصمد مؤدب ولده " ليكن أول ما تبدأ به من إصلاح بني إصلاح نفسك فإن أعينهم معقودة بعينك فالحسن عندهم ما استحسنت والقبيح عندهم ما استقبحت وعلمهم كتاب الله ولا تكرههم عليه فيملوه ولا تتركهم منه فيهجروه ثم روهم من الشعر أعفه ومن الحديث أشرفه ولا تخرجهم من علم إلى غيره حتى يحكموه فإن ازدحام الكلام في السمع مضلة للفهم …" .

·       الابتعاد عن تزكية النفس :

على المعلم أن يبتعد من مدح نفسه والله سبحانه يقول {"...فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى }النجم32
وسئل حكيم ما الصدق القبيح قال : ثناء المرء على نفسه ، وقال ميخائيل  نعيمة :"إعجاب  الإنسان بنفسه دليل على صغر عقله " .
·       العدل و المساواة :

قال  الله تعالى{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ }المائدة8.
    أعط كل  ذي حق حقه ، وإياك والظلم فالظلم ظلمات يوم القيامة فلا تفرق بين طالب وآخر ، ولا تحابي طالب على آخر فكلهم سواء ، وما الفرق بينهم إلا بالفطنة والذكاء، فمن كان من طلابك فطنا ذكيا منتبها شجعه ليواصل تفوقه واجتهاده وذكره دائما بالالتزام بأخلاقه الطيبة وعدم التعالي  على زملائه والسخرية بقدرات عقولهم ، وليكن فكره وعقله وقلبه في :
·       استمرارية القراءة في القرآن الكريم آناء الليل وأطراف النهار فهو نور للقلب وانشراح للصدر.
·       الاطلاع الدائم في الكتب المفيدة .
حضور المحاضرات والندوات فإنها تزيد ملكة البيان وزيادة في العلوم والمعارف ،، ولو كان الفرد اكتفى بعلمه الذي معه ،وبقي على حاله ، فمع مرور الأيام سيضمحل فكره ويضمر عقله ويشيخ جداره، وتموت شرايين دماغه وخلاياها ، وتكون هناك  غشاوة على فؤاده و النتيجة شرخ في جدار العقل والفكر والفؤاد ،عندئذ من الصعب التئامه .
العلم يؤتى إليه ولا يأتي إلى الناس  كما قال أنس بن مالك يوما لهارون الرشيد حينما فال له يوما : يا أبا عبد الله ينبغي  أن يختلف إلينا حتى يسمع صبياننا منك  الموطأ قال  أنس بن مالك : أعز الله مولانا  الأمير، إن هذا العلم منكم خرج فإن أنتم أعززتموه عز وإن أنتم أذللتموه ذل والعلم يؤتى ، ففال :صدقت ، أخرجوا إلى المسجد حتى تسمعوا مع الناس ".
·       القراءة في مناقب الصالحين والصالحات لمعرفة أخبارهم  والاستفادة من تجاربهم .


أخي المعلم / أختي المعلمة :
افتح صفحة جديدة مع نفسك وإلزامها بالأمور الآتية :

·       احترم ذاتك قبل أن تطلب مع الآخرين احترامك وتقديرك  .

·       تقوى الله تعالى أساس النجاح قال الله تعالى { ... وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً  وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً... وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً ...وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْراً }(الطلاق:2-5).

·       الالتزام بالأخلاق الطيبة كالصدق في القول ومخاطبة الناس بالحسنى ، وديننا يحث على الخلق الحسن والله سبحانه  مدح رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم بأنه على خلق عظيم ، حيث قال الله سبحانه " {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ }القلم4 ، ووصية الرسول صلى الله عليه وسلم لأحد أصحابه قال : " ...وخالق الناس بخلق حسن ".

·       اسع إلى العلم والحكمة ، قال الله تعالى "  {وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً }الإسراء36 وقال سبحانه "ُقلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ }الزمر9 وقال سبحانه "{يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ }البقرة269 ، فالمرء بلا علم وحكمة جاهل لا عقل له ، والمعلم بشر يخطئ ويصيب  وله قدرا ت محدودة  وإذا سئل في مسألة ولا يعرف   الإجابة  فلا يتحرج  من  قوله لا أعرف فأنس بن مالك  سئل في ثمان وأربعين مسألة فقال في اثنتين وثلاثين منها لا أدري ، وقد قرأت يوما أن من  صفات  الجاهل ستة : كما قال معاوية بن سفيان : يعرف الجاهل من ست صفات : الغضب  من غير شيء، الكلام من غير نفع ، العطية في غير موضعها ، إفشاء السر ، الثقة بأي أحد، عدم معرفة الصديق من العدو " .
ووقفت على قول الأحنف بن قيس  وموقف مالك بن دينار مع بعض أولاد المهلب الذي وردا في كتاب أخلاقيات الموظف المسلم لأحمد بن عبد الرحمن الشميمري ما يلي :
قال الأحنف بن فيس " ما تكبر أحد إلا من ذلة يجدها في نفسه " ومر بعض أولاد المهلب بمالك بن دينار وهو يتبختر في مشيته ، فقال له مالك : يابني لو تركت هذه الخيلاء لكان أجمل لك.فقال أو ما تعرف تعرفني . قال : أ عرفك معرفة جيدة ، أولك نطفة مذرة  وآخرك جيفة قذرة ، وأنت بين ذلك تحمل العذرة ، فأرخى الفتى رأسه ...".

·       الكلمة الطيبة :
الكلمة الطيبة ضرب الله تعالى بها مثلا  حيث قال سبحانه {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء }(إبراهيم24)وبين الله تعالى الكلمة الخبيثة في قوله تعالى {وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ}(إبراهيم26 ).
 إن الكلمة الطيبة ذهب ذكرها وكأنها محيت ،بل تساقطت من قلوب الناس كما تتساقط أوراق الشجر ، فلا تكاد تطرق مسامعنا من أفواه  العباد من  ذكر وأنثى إلا من قذف  قلبه النور وابتسم الابتسامة الصادقة  في وجوه البشر ورق قلبه ومسح على رؤوس اليتامى ، فإن مثله قليل ،وكأننا أصبحنا في غابة مترامية الأطراف ، ولكن مازالت الدنيا بخير  وفيها أناس يملكون قلوبا  محبة للخير ساعية إليه لا تخاف في الله لومة لائم ، إنهم أنتم أيها المعلمون.
إن الكلمة الطيبة نافذة تطل إلى الخير والسعادة ولا تنس الابتسامة فإنها صدقة وكما قال "شكسبير":"شق طريقك  بابتسامتك خير من أن تشقها بسيفك "

عزيزي المعلم ،عزيزتي المعلمة :
رطب لسانك بذكر الله تعالى ، وقل كلمة  طيبة يحبك الناس صغيرهم وكبيرهم ، ذكرهم وأنثاهم ،يبارك الله تعالى خطواتك الطيبة نحو الخير لإسعاد الناس  ودخول الفرحة إلى قلوبهم .
أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يوفقنا ويهدينا طريق الرشاد .

تم بحمد لله